للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجاله الذين حملوا ممتلكاتهم الشخصية ووضعوها في فراقين واستعانوا بسكان البلدة في دفع هذه الفراقين علي سكة الحديد باتجاه الحاميات التابعة لإمارة شرق الأردن. وقد عرف بذلك أحد سكان تبوك ويُدعى عبد العزيز المغربي، وهو صديق للشيخ، وعندنا اندفع متسللًا عبر مواقع بني عطية قاصدًا مقابلة الشيخ لإبلاغه بالخبر، إلا أنه احتجز من قبل عشيرة المصابحة عن بني عطية الذين ظنوا أنه عين لعواد الجهني، وبعد التأكد من صدق نيته تم إيصاله إلى الشيخ حيث أخبره بانسحاب الحامية شمالًا. وفي الصباح تقدم الشيخ ورجاله إلى قلعة تبوك فوجد أن ما ذكره المغربي صحيحًا، وقد قابله أحد أهالي البلدة وأخبره أن الرجال قد أجبروا على مرافقة الحامية لدفع الفراقين وطلب منه ضمان سلامة العوائل وقد تعهد لهم بذلك، وكتب خطابًا لأمير حائل، حمله إليه أحد عبيده ويدعى مناحي بن سلمان يبلغه فيه خبر القضاء علي حامية الشريف، وانتهاء عهدهم في هذه المنطقة، وطلب إرسال من يراه الأمير مناسبًا. وقد غنم الشيخ مدفعًا ورشاشين. وكان ابن مساعد قد حمل نفس الساعي رده بأنه سيرسل شخصًا ليكون مسئولًا في القريب العاجل. وعلى ضوء ذلك أبلغ أمير حائل الملك عبد العزيز آل سعود بذلك في جدة، ووقع الاختيار من القوة المحاصرة للمدينة المنورة على محمد بن شهيل.

وقد روي لي -وهذا القول للواء عبد الله بن كريم- الأمير محمد بن شهيل (١) في منزله بالرياض عام ١٤١٤ هـ، وبحضور الشيخ عناد الغريض (٢)، أنه كان في بداية عام ١٣٤٤ هـ ضمن الحملة التي حاصرت المدينة المنورة بقيادة الأمير محمد بن عبد العزيز، وكان هو تحت قيادة ابن نويصر المباشرة في حصار العلا. وبعد الاستيلاء على قلعة العلا تم تكليفه بالتوجه إلى تبوك حيث رافقته سرية من الإخوان حتى ماء المعظم من ديار بني عطية. وعن هناك توجهت السرية إلى الوجه، أما هو ومرافقه فقد نزلا على الشيخ كريم على عين الأخضر من ديار بني عطية جنوب تبوك، وأخبر الشيخ


(١) محمد بن شهيل -رحمه الله- أول أمير لمدينة تبوك في العهد السعودي وقد استمر في الإمارة حتى عام ١٣٤٨ هـ استبدل خلال تلك الفزة لمدد قصيرة ثم أعيد مرة أخرى.
(٢) هو شيخ الحميدات في تبوك -رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>