للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما "قيس" فتقول غير ذلك، إنها تقول: إن قاتل ربيعة بن مكدم هو نبيشة بن حبيب السُّلَمي، وكان أهبان أخًا لنبيشة لأمه، وكان أتاه زائرًا، وأغار ربيعة بن مكدم علي بني سُليم، فخرج أهبان مع أخيه لأمه: نبيشة، فحمل أهبان على ربيعة بن مكدم فقتله، وحمل أخو ربيعة بن مكدم على أهبان فقتله. وفي تأييد ما تدعيه خُزاعة من أن أهبان لا نبيشة هو قاتل ربيعة يقول أهبان:

ولقد طَعَنْتُ رَبيعةَ بنَ مُكَدَمٍ … يوم الْكَديِدِ فَخَرَّ غير موسدِ

في عارض شَرِقٍ بناتُ فؤاده … عنه بأحمر كالنقيع المُجْسَدِ

ولقد وهبتُ سلاحه وجواده … لأخي: نُبَيْشَةَ قبل لوم الحُسَّدِ (١)

وهكذا تَرَكَنَا أبو العباس محمد بن يزيد المبرد، في متاهة حول البطل الحقيقي لهذه المسرحية - مسرحية قتل ربيعة بن مكدم - أهي من نسج يد أُهبان الخُزاعي، أم هي من صنع نبيشة السُّلمي!

إن "المبرَّد" في هذه القصة لم يأت لنا بالخبر الواضح الفصل، ولعل السبب في ذلك يعود إلى تناقض ما ورد في حقيقة قاتل ربيعة بن مكدم، فهي قصة تدور حول أهبان الخُزاعي ونبيشة بن حبيب السُّلَمي، ولعل السبب في هذا "الخلط" يعود أيضًا إلى القرابة التي بين أُهْبان ونُبَيْشَة من جهة الشام التي ولدتهما معًا وهي سُلَمية.

هذا، وقد نص ابن دريد على أن قاتل ربيعة بن مِكدم الكِناني هو نُبيشة بن حبيب (٢).

مِرداس بن أبي عامر السُّلمي

هو والد عباس بن مِرداس الصحابي الشاعر الفارس البطل، ووالد أبي عامر جد عباس هو: رفاعة وقيل جارية بن عبد بن عبس بن رفاعة بنِ الحارث بن بُهْثَة بن سُلَيم بن منصور بن عكرمة بن خَصَفة بن قيس عيلان بن مُضر (٣).

وكان مرداس ممن حضر يوم شعب جَبَلة في صف بني عامر من هوازن بن منصور وأبلى في ذلك اليوم بلاءً حسنًا.


(١) الكامل للمبرد، ص ٨٩ و ٩٠، الجزء الرابع، طبع مطبعة النهضة بمصر.
(٢) الاشتقاق - لابن دريد، ص ٣١١، طبع مطبعة السنة المحمدية بمصر، سنة ١٣٧٨ هـ -١٩٥٨ م.
(٣) مقدمة ديوان العباس بن مرداس ليحيى الجبوري، ص ١، طبع بغداد، ١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>