للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنقيع، وقتلوا منهم عددًا كثيرًا وصارت بنو الحارث وبنو مالك لا يدخل منها الحرتين والنقيع داخل إلا بذمام من بني حرب، وقد يبقي عليهم محمود (١)، لأن أمه جُشَمية من هَوَازِنْ.

فلما غلبت بنو حرب على تلك البلاد وقهرت غيرها تعلقت بها قريش بأصهارها، وأسند إليهم كل، وألقى أزمة أمره في أيديهم وغلبوا على طريق المدينة إلى مكة، فلم يسرها أحد منهم إلا بخفارتهم، وكان المقتدر بالله (٢) يبعث إليهم طول حياته بالمال في خفارة الطريق، وإلى اليوم وهم على ذلك.

وفي مكان آخر يقول الهمداني: وبنو حرب لا تزوج إلا رجلًا منها أو قُرشيًّا.

[سبب جلاء بني حرب من اليمن]

كانت بنو سعد بن خولان تسكن اليمن قرب صعدة، فثارت حرب بين سعد بن سعد والربيعة بن سعد بن خولان.

فجرت بينهم وقائع دامية، فظعن معظم بني سعد بن سعد إلى الحجاز فنزلت بنو حرب العرج والفرع وما حولها، وأما بنو غالب فقصدت جبل يسوم من وادي نخلة وجبل عروان في أعلى عرفات، وتخلف ببلد خولان من بني حرب وبني غالب، وسائر بطون سعد بن سعد في ظل الحارث بن عمرو وكنفه وبريحه (٣)؛ لأنه لم يدخل في الفتنة. ذلك أن شيخ بني حرب - وربما كل بني سعد بن سعد - في ذلك العهد، عمرو بن يزيد بن عبد الله بن الحارث الحربي، وكان بطلًا شجاعًا لم يرض المهادنة ولا الصلح مع الربيعة بن سعد، فنهاه الحارث


(١) محمود بن عمرو، أمير حرب في ذلك الحين، وهو من قبيلة بني عمرو.
(٢) هو الخليفة الثامن عشر من بني العباس، وخلافته من ٢٩٥ - ٣٢٠ هـ.
(٣) الإكليل ج ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>