سقنا رفيدة حتى احتل أولها … تيماء يذعر من سلافها جدد
سرنا إليهم وفينا كارهون لنا … وقد يصادف في المكروهة الرشد
حتى وردنا على ذبيان ضاحيه … إنَّا كذلك على ما خيلت نرد
بيوت الرياسة في قُضَاعة
قال هشام عن الشرقي: وكان أول بيت في قُضَاعة في حنظلة بن نهد بن زيد بن ليث بن أَسْلُم بن الحاف بن قُضَاعة، وكان صاحب فتاحهم أبي الحكم في الخصومات وهو حكمهم الذي يحكم بينهم وله يقول القائل:
حَنْظَلة بن نِهْد … خير ناشٍ في مَعْد
وكان وبرة بن تَغْلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قُضَاعة مرض مرضه فرفع يده إلى السماء فقَال: اللهم أدلني، أي اجعل لي دولة وغَلَبة من نهد، قال الراوي: وعز قُضَاعة يومئذ وشرفها في نهد، وكان حنظلة بن نهد صاحب فتاحة تهامة وصاحب العرب بعكاظ حين تجتمع في أسواقها، فتحول ذلك إلى كلب بن وبرة فكان أول كلبي جمع كلب وضربت عليه القبة عوف بن كِنَانة بن عوف بن عُذرة بن زيدة اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، ودُفع إليه ود وهو صنم كان لقوم نوح، ثم ضُربت من بعده على الشجب بن عبد ود بن عوف، ثم ضُربت من بعده على ابنه عبد الله بن الشجب، ثم ضُربت على ابنه عامر بن عبد الله وهو المتمني، ثم تحولت إلى زُهير بن جناب وصار له الشرف والبيت فلم يزل فيه عمره حتى هلك، ثم تحول إلى عدي بن جناب فكان منهم الحارث بن حصْن بن ضمضم بن عدي بن جناب، ثم تحول إلى ابنه ثعلبة ثم إلى عمرو بن ثعَلبة وظلَّ حتى زمن الراوي.
وقال الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني اليماني في تفرُّق قُضَاعة: أن عامرًا ماء السماء بن حارثة جرد وندب إلى الشام بأمر الملك الملطاط بن عمرو أحياء قُضَاعة وولى عليهم زيد بن ليث، فافترقوا عنه فمنهم من رجع إلى اليمن ونسلهم بها إلى اليوم وهم مُهْرَة ومَجيد، ومنهم من نزل الحجاز ونسلهم بها إلى اليوم وهم بِلِّي وبَهْراء ابنا عمرو بن الحاف بن قُضَاعة، وأقام بنو زيد أيضًا في الحجاز فافترقت بها نسله من سعد وعُذْرَة وجُهَيْنة ونِهْد، فأما نهد فارتفعت إلى