للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نجد العليا وقد كانت دهرًا بتهامة وأما من مضى من قُضَاعة إلى الشام ومصر والبحرين فنسلهم بها إلى اليوم وهم كَلْب وتَنوخ وسَلِيح وخشين والقَيِّن.


- للرد على الالتباس لما ذكره نسابة قُضَاعة أن (خَولان) قُضَاعية فالصحيح هو ما ذكره صاحب معجم البلدان الذي وضح أن هناك خولان فرع من قُضَاعة نزل في بلاد اليمن - في ج ٢ ص ٤٩٩ - كما أن هناك خَولان الأقدم ومنهم قبائل عديدة في بلاد اليمن وهي في خَولان من كهلان بن سبأ - في ج ٤ ص ٤٣٨.
قلت: ولما أن خَوْلان من قُضَاعة ظلت في اليمن فقد حسبوا من خولان (كَهْلان) الأكثر عددًا ولكن نسابة قُضَاعة حسبوا أن كل خَولان منهم أي (قُضَاعة)، وقد عضد ياقوت صاحب معجم البلدان قوله بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - فرق بين خَوْلان قُضَاعة وخَولان كَهْلان القحطانية القديمة وقد سمي كَهْلان سبأ بالعالية وقال - صلى الله عليه وسلم -: اللهم صلي على السكاسك والسكون وعلى الأملوك ملوك ردمان وعلى (خولان العالية).
قلت: السكاسك والسكون من (كِندة)، وردمان بلدة شهيرة باليمن، وخَولان العالية هم من كَهْلان بن سبأ القحطانية وهو خَولان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مُرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.
- كانت قبائل قُضَاعة من أقوى قبائل الشام وأكثرها عددًا في عهد الخليفة معاوية بن أبي سمان وكان معاوية داهية من دواهي العرب، فيقال أنه دفع الأموال إلى رؤساء قبائل قُضَاعة كي يتمسكوا بالرأي القائل أن قُضَاعة من (العدنانية) ولكن بعض هؤلاء رفض هذا العرض وتمسكوا برأي جمهرة النسابين أن قُضَاعة من حمير من عرب اليمن، ومن القبائل المضَاعية ذات القوة والغلبة في الشام والتي سارت وراء معاوية هي كلب بَن وبرة وقد دوَّن أفرادها أنفسهم في ديوان العطاء للجند وثبتوا أنفسهم من العدنانية!، وتزوج معاوية من كلب وأنجب يزيد بن معاوية من المرأة الكلبية.
وكانت كلب خير عون لمعاوية ودولة بني أميَّة ومنهم خاصة معاوية ومستشاروه وبعض قادة جنده ومساعديه.
ومساكن كلب من دومة الجندل بين (سكاكة والجوف) بشمال المملكة العربية العودية وحتى أطراف الشام، وفي أوائل القرن الثامن الهجري كان بنو كلب كثيرون على خليج القسطنطينية مسلمين والقسطنطينية هي إسطانبول في تركيا الآن.
قال في مسالك الأمصار: ومن كلب في حلب وحولها وتَدْمر من بلاد سوريا وهناك بعض كلب في اللاذقية وهم نصيريون.
قال صاحب قبائل بشر السبع: كان لكلب إمارة في (صقلية) جنوب إيطاليا في عهد الدولة الفاطمية وأن تلك الإمارة قد استمرت من عام ٣٣٦ حتى عام ٤٣١ هـ.
وفي تاريخ شرق الأردن: أن العودران التي تقطن في الطفيلة وقرية عابور من بلاد الكرك هم من أعقاب بني كلب (قُضَاعة).
وفي نهاية الأرب للقلقشندي: أن الحمداني ذكر بني كلب في الديار المصرية وأن منهم جماعة كبيرة في نواحي منفلوط بصعيد مصر.
وفي تاريخ ابن الأثير ونهاية الأرب للنويري والبيان والأعراب للمقريزي وتاريخ العبر لابن خلدون: أن من بني كلب جماعة كبيرة في عهد الدولة الفاطمية يسكنون في مصر بالوحه البحري والجيزة، وقد استعان بهم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عام ٤٤٣ هـ في قتال الخارجين أو العُصاه من بني قُرة الهلالية وهذا بعد هزيمته منهم في بادئ الأمر، وقد جمع لهم عساكر من كلب وطيئ فهزم بنى قره (هلال) هؤلاء وجعل =

<<  <  ج: ص:  >  >>