للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قتالهم مع أهل جرش]

قال ابن إسحاق (١): "وقدم على رسول الله صرد بن عبد الله الأزدي فأسلم، وحسن إسلامه في وفد من الأزد فأمَّره الرسول على من أسلم من قومه، وأمره أن يجاهد أهل الشرك من قبائل اليمن فخرج صرد بن عبد الله يسير بأمر رسول الله حتى نزل بجرش، وهي يومئذ مدينة مغلقة، وبها قبائل اليمن، وقد صوت إليهم خَثْعم فدخلوها معهم حين سمعوا بسير المسلمين إليهم فحاصروهم فيها قريبًا من شهر، وامتنعوا فيها منه ثم رجع عنهم قافلا حتى إذا كان على جبل لهم يقال له شكر، ظن أهل جرش أنه إنما ولى عنهم منهزما، فخرجوا في طلبه، حتى إذا أدركوه عطف عليهم فقاتلهم قتالا شديدًا"، فقال في تلك الغزوة رجل من الأزد (٢)، وكانت خَثْعم تصيب من الأزد في الجاهلية وكانوا يعدون في الشهر الحرام:

يا غزوة ما غزونا غير خائبة … فيها البغال وفيها الخيل والحمر

حتى أتينا حِمْيرا في مصانعها … وجمع خَثْعم قد شاعت لها النذر

إذا وضعت غليلا كنت أحمله … فما أبالي أدانوا بعد أم كفروا

ارتداد خَثْعم سنة ١١ هـ، وقتالها عثمان بن أبي العاص:

فقد ذكر الطبري (٣): في خبر المرتدين من قبائل اليمن أن عثمان بن أبي العاص بعث بعثا إلى شنوءة، وقد تجمعت بها جماع من الأزد وبجيلة وخَثْعم، عليهم حميضة بن النعمان وعلى أهل الطائف عثمان بن ربيعَةَ، فالتقوا بشنوءة، فهزموا تلك الجموع وتفرقوا عن حميضة وهرب حميضة في البلاد.

وأعتقد أن ارتداد خَثْعم المذكور سنة ١١ هـ لا يشمل كل فروع هذه القبيلة بل بعض هذه الفروع.

على أنَّ الإسلام قد انتشر فيما بعد في بلادها فصدقت في إسلامها وقامت بمواقف مشرفة في نشر الإسلام أثناء الفتوحات الإسلامية في عهد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


(١) ابن هشام "السيرة النبوية" ج ٤، ص ٢٢٩.
(٢) المصدر نفسه ج ٤، ص ٢٢٩.
(٣) تاريخ الرسل والملوك، ج ٣، ص ٣٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>