للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أخذ معه أربعمائة مقاتل من زهران، ومعهم منجنيق ودبابة، وذهبوا إلى الطائف حيث وافوا الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بها، وشاركوا المسلمين في غزوتها (١)، فكان لهم دور كبير في نجاح تلك الغزوة.

ويقول محمد حسين هيكل (٢) أن قدوم الطفيل بن عمرو الدوسي وقومه إلى الطائف كان بدعوة من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وذلك بعد أن طال حصار المسلمين لثقيف التي تحصنت في حصونها، ودافعت عنها دفاعًا شديدًا أدى إلى ضجر المسلمين، ونقص مؤونتهم. ولما كان لرجال دوس علم في الرماية بالمنجنيق، وبمهاجمة الحصون في حماية الدبابات، فقد استنصرهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجاء طائفة منهم ومعهم أدواتهم، وشاركوا إخوانهم المسلمين في فتح الطائف.

وسواء صحت هذه الرواية أم لم تصح، فهي تقدم لنا الدليل الواضح على مدى خبرة رجال زهران وتمرسهم في فنون الحرب وأساليبها، وبالتالي مساهمتهم الفعالة في الحروب والفتوح الإسلامية، يدفعهم إلى ذلك عقيدة راسخة وشجاعة نادرة، وعزيمة صادقة، لا تنال منها الأحداث والمحن. ولا نبالغ إذا قلنا أن هذه الصفات كانت ميزة لكل جندي من جند المسلمين، وبها تمكنوا من نشر الإسلام على نطاق واسع في أنحاء المعمورة، وقوضوا أركان أكبر إمبراطوريتين آنذاك، وهما إمبراطوريتا الفُرس والروم اللتان كانتا تسيطران على العالم بأسره وقتئذ.

٢ - أبو هريرة رضي اللَّه عنه:

هو عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى الدوسي الزهراني، صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ومن كبار رواة حديثه. وقد اختلف أهل النسب في اسمه، فقال بعضهم، اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشري، وقال آخرون اسمه عبد الرحمن بن صخر، وقال بعض ثالث: اسمه عبد نهم بن عامر ويقال إنه اجتمع في اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولًا.


(١) النويري - المصدر السابق - ج ١٧ - ص ٣٣٥.
(٢) محمد حسين هيكل - المصدر السابق - ص ٤٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>