للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القبيلة ودورها في الجزيرة العربية]

إن لقبيلة الظفير منذ أن كانت في نجد دورًا سياسيًّا بارزًا في التاريخ وذلك من خلال النقاط التالية:

[١ - ثناء المؤرخون عليها]

قال الشيخ محمد البسام التميمي النجدي المتوفى عام ١٢٤٦ هـ في كتابه (الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر) في الفصل الثاني في قبائل نجد ما نصه (ومنهم الظفير المشهورون والكماة المذكورون، ذي التقلب كتقلب الفلك، والتنقل من ملك إلى ملك يحمون نزيلهم ويُضفون جميلهم، حمدهم ساير، وفخرهم شاهر، وفضايلهم لا تحصى، ومحامدهم لا تستقصى، عدد سقمانهم (١) سبعة آلاف وفرسانهم ألفين بل أضعاف).

كما قال الشيخ العلَّامة حمد الجاسر: (ولقبيلة الظفير إبان قوتها منذ القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر الهجري معارك وحروب في بلاد نجد، مع قبائل أخرى، لا يتسع المجال لتفصيلها ولم تستطع تلك القبائل إخضاعها حتى قامت دولة آل سعود الأولى فاخضعتها، حتى ألجأتها بعد إضعافها إلى التمزق ومغادرة الجزيرة إلى نواحي العراق) (٢) إلى غير ذلك من أقوال المؤرخين التي يستنبط منها قوة الظفير السياسية والاقتصادية.

فها هم المؤرخون مهتمون بدقة بمتابعة الظفير أينما حلَّت وارتحلت وذلك جليًّا واضحًا كما ذكرنا في القسم الثاني والثالث ورأينا التسجيل الدقيق من جميع المؤرخين لغزواتهم وأسماء شيوخهم وأين صيَّفوا وأشتوا وكذلك متى توفوا وأين، فهذا ابن ربيعة يذكر مقتل شيخ من أهم مشايخهم وهو (المعلوم) شيخ قبيلة المعاليم من الصمدة فيقول في عام ١٠٩٧ هـ (قتلة المعلوم) ثم يبينون موت أكبر مشايخهم وهو سلامة بن مرشد بن صويط وذلك في عام ١١١٣ هـ ودفنه بالجبيلة، ولم يقف اهتمام المؤرخين بقبيلة الظفير وشيوخها عند هذا الحد، بل ها هم يتابعون تحركات ابن الشيخ السابق وهو شهيل بن


(١) سقمان: المشاة.
(٢) جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد - القسم الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>