وقال - صلى الله عليه وسلم -: "الإيمان يمان هكذا وهكذا بني جُذام صلوات الله على جُذام يقاتلون الكفار على رءوس الشعف ينصرون الله ورسوله" وفي رواية أخرى أنه - صلى الله عليه وسلم - قال:"الإيمان يمان حتى جبال جُذام وبارك الله في جُذام". وكان معاش جُذام يأتيهم عن طريق التجارة التي تصل جزيرة العرب بالشام ومصر، وكانوا يرشدون القوافل في الطرق ويأخذون أجرًا على ذلك.
وعاونت جُذام العرب في الفتوح الإسلامية وتركوا جيش الروم تباعًا بعد هزائم الروم، وبنخوة العروبة التي تغلبت على معظم قبائل العرب في الشام التي كانت تحت لواء هرقل في بادئ الأمر، مثل بلِّي وبَهْراء وجُهَيْنة وعَاملة ولَخْم وكَلب وتَغْلِب.
وتفصيل تاريخ جُذام والسرد عن فروعها يحتاج إلى فصل خاص ليس بالمقام متسع في هذا المجلَّد، وسوف نرشح بعض قبائل جُذام في هذه الموسوعة.
بنو عُقبة (جُذام)
لا تزال عشائر لبني عُقبة تحمل اسمهم منضمة لقبيلة الحويطات وبعضها إلى بني عطية وغيرها، وسوف نوضح بعض منها مما عرف أصله لعُقبة.
قال القلقشندي في "قلائد الجمان": بنو عُقبة بن حرام بن جُذام وديارهم من الشوبك إلى حِسْمى إلى تبوك إلى تيماء ثم إلى الحريداء وهي شرق الحجاز.
وقال في "العبر" لابن خلدون: ديارهم من الكرك إلى الأزلم في برية الحجاز وعليهم درك الطريق ما بين المدينة النبوية إلى حدود غزة من بلاد الشام.
وقال في "مسالك الأبصار"(١): وعليهم درك الحجيج من العقبة إلى داما، وكان آخر أمرائهم (شطي)، وكان السلطان الناصر محمد بن قلاوون في مصر قد أقبل عليه إقبالا أجَلَّه فوق السماكين وألحقه بأمراء آل الفضل وآل مراد، وأقطعه الإقطاعيات الجليلة وألبسه التشريف الكبير، وأجذل له العطاء والجباء وعمَّر له ولأهل البيت والخباء.
(١) مسالك الأبصار: للنسَّابة الشهير المقر ابن فضل الله الشهابي هو من المخطوطات القيِّمة في علم الأنساب.