وكان لسكان التهائم عادة سيئة في الاختتان؛ إذ كانوا يسلخون كامل القضيب والعانة، وكان يلاقي الختين أنواعا وحشية من هذا السلخ، إذ هو بمثابة التمثيل المكشوف، ولكن هذه العادة تلاشت وأصبحت أثرًا بعد عين، بل كل يختن على غرار الشريعة السمحة، وأهل المدن وما ينجر إليها من الضواحي يختنون أطفالهم في المستثفى. وذلك بفضل ما قامت به الحكومة -وفقها اللَّه- من محاربة العادة المزرية عن طريق الوعظ والإرشاد في عهد حكومتنا الرشيدة.
[العزاء في عسير]
والعزاء هنا كان أشد هولا من الختان، إذ ما يموت ذو اليسار أو غيره حتى يعمد أهل قريته إلى ذبح أحسن ما يملك من بقر أو غنم أقلها رأس من الغنم، وأكثر عشر أو أكثر باسم الفراش كما يسمونه وهو جلوس أهل القرية في بيته ثلاثة أيام أو أكثر، إذ ما تنتهي أيام الفراش حتى يذهب مال الأيتام في الخضم والقضم، ولكن هذه العادة أيضًا اضمحلت، وأصبح الحال لا يعدو ما تجيزه الشريعة السمحة.
[اللهجة في عسير]
اللهجة السائدة بين أغلب سكان هذا الإقليم ليس من شك في أن اللغة العربية الفصحى هي اللهجة السائدة بين السكان، إذ هي لغة القرآن واللسان الناطق لهم جاهلية وإسلامًا، إلا أن اللهجة الحِمْيَرية وإن كانت من الفصيح - تغلب على أكثر قبائل هذه الجهة في مخاطباتهم وأشعارهم، وهو حذف أداة التعريف خصوصًا الألف واللام من الكلمة، ومنه حديث:"ليس من امبر امصيام في امسفر" جوابا على سؤال من قال: هل من امبر امصيام في امسفر؟ وهذه أمثلة من لهجة أغلب أهل هذه الجهة: امجمل، امثور، امبقرة، امشاة، امبيت امسوق وهلم جرا. وفيهم الكشكشة، وهو إبدال الكاف بالشين لاسيما عند مخاطبة المنهردة المؤنثة كقولهم:"ما حالش" أي كيف حالك؟، و"ما بش" بمعنى ما بك؟،