للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حرب تنضم إلى السعوديين]

ولما أهل موسم الحج في عام (١٢١٩ هـ) كان عدد الحجاج فيه قليلًا يصحب المحمل المصري والشامي وكانت مكة محاصرة من جميع الجهات من القبائل التي انضمت إلى السعوديين وفيهم قحطان وزهران وغامد وكثير من قبائل حرب وقريش وهذيل ولحيان (١) والجحادلة وكثير من الأعراب المتاخمين لمكة غير هؤلاء، وقد قطع الماء عن مكة بفعل المهاجمين ولم يقف على عرفات أحد من أهالي البلاد (٢).

[حرب أهل المدينة ينضمون إلى آل سعود]

وفي حوادث سنة (١٢٢٠ هـ) يقول ابن بشر بنصه:

وفي أول هذه السنة قبل مبايعة غالب بايع أهل المدينة المنورة سعودًا على دين الله ورسوله والسمع والطاعة، وهدمت جميع القباب التي وضعت فيها على القبور والمشاهد، وذلك أن آل مُضَيَّان رؤساء حرب وهما بادي وبداي ابني بدوي ابن مضيان ومن تبعهم من عربانهم أحَبُّوا المسلمين (٣) ووفدوا على عبد العزيز وبايعوه، وأرسل معهم عثمان بن عبد المحسن أبا حسن يعلمهم فرائض الدين ويقرر لهم التوحيد. فأجمعوا على حرب المدينة ونزلوا عواليها، ثم أمرهم عبد العزيز ببناء قصر فيها فبنوه وأحكموه واستوطنوه، وتبعهم أهل قباء ومن حولهم وضيقوا على أهل المدينة وقطعوا عنهم السوابل وأقاموا على ذلك سنين وأرسل إليهم سعود - وهم في موضعهم ذلك - الشيخ العالم قرناس بن عبد الرحمن صاحب بلد الرس المعروف بالقصيم. فأقام عندهم قاضيًا معلمًا كل سنة يأتي


(١) لحيان: بطن من هذيل.
(٢) تأريخ مكة للسباعي ج ٢ - ١٣٣.
(٣) المسلمون في عرف كتاب نجد القدامى هم أتباعهم ومؤيدوهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>