للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فريج) بقطع كل دلو ينزل عليه في البئر ولا يملؤه بالماء، ودارت المعركة وانتهت بخسارة فادحة للمناصير وغنموا منهم غنائم كثيرة، ومنعوا منهم آل نابت كثير وقتلوا منهم من قتلوا.

وهنا الشاعر الدوَّاي يصور المشهد بعد أن وصل وقد كان ضمن من كان على البئر الشمالية وأنشد يقول:

صاح المصيّح واعتلى رأس مشذوب … نفّ التراب وجاه وقل الفزاعي (١)

وأنا مع أولهم على كور منجوب … لاني من ذهني ولاني بواعي (٢)

كل أبلجٍ مودخل في سمل ثوب … نقله من البارود في القرن صاعي (٣)

يا ما حديناهم مع ضنك لهبوب … ضيق وهو قبل عطسه وساعي (٤)

شبهتهم حشو مع السوق مجلوب … وطيّ علي الحد يوم استباعي (٥)

[يتلون مثل اللي طويل صهيله]

قصيدة حمد بن سلامة آل نابت (ابن جروة)

في معركة بين آل نابت وإحدى القبائل، وكان كبير القوم يتغزل بإحدى بنات عشيرته اسمها (منيرة) وعندما لحقوا الإبل قال العقيد: "عندما أكفيكم هذا الفارس" ويقصد ابن جروة هل ستخبرون منيرة بذلك؟ قالوا له: "اللي عندك هاته أهل الإبل لحقوا" فما كان منه إلا أن صوَّب سلاحه وأطلق رصاصة فأصاب بها ذلول من آل نابت، ولكن كان الوقت لا يسعفه، فضربه أحد فرسان آل نابت (بذات البندق) دون أن يطلق عليه الرصاص، وقام الآخر وسحب بندقية من يده ودارت رحى المعركة وقتل ذلك العقيد فتمثل حمد بن سلامة بن جروة بهذه الأبيات:


(١) مشذوب: التل الصغير (الجبل) مرتفع نسبة ما. نف التراب: يحثو بالتراب الأعلى (علامة استغاثة).
(٢) منجوب: جمعها نجائب، وهي الإبل الهجن الأصيلة.
(٣) السمل: ثوب سمل عكس جديد، والسمل القديم. القرن: هو ما يوضع فيه البارود وينقله الفارس على جنبه مرافقًا للبندقية.
(٤) ضنك: ضيق، وهي (فصحى) وقد وردت في القرآن الكريم، في سورة طه الآية (١٢٤). عطسه: هي بئر ماء.
(٥) حشو: جمع حاشي، وهي صغار الإبل، وقد شبه انهزام القوم بالحشوان التي تساق للقصب.

<<  <  ج: ص:  >  >>