للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[واقعة زغبا]

في ربيع سنة ١٢٢٧ هـ (١٨١١ م) جاء بعض البدو الرُّحَّل من سكان طرابلس وهم الحسون والفرجان والمعدان والزاوية (١) إلى برقة تحت رياسة زعيمهم صالح بن رزق الله الحسوني وأعوانه من الشيوخ حموده أبو صوكاية الفرجاني وابن قدوره المعداني والضبع الزواوي.

جاءت منتجعاتهم بعدتها وعددها لاتخاذ برقة موطنا لهم ولإجلاء قبايل العلايا (٢) المستضعفة في نظرهم ولما سمع العلايا بوصول هذه المنتجعات وتعرف باسم (صف البحر) الغربي (٣) انتقلوا إلى برقة الحمراء فنزلوا موقع (النواوير) ووصل صالح بن رزق الله إلى موقع متاخم للعلايا وبالقرب منهم فأوجس الأخيرون خيفة وأرادوا التفاهم مع صف الغرب بالتي هي أحسن فتوجهت سرية من أعيان وشيوخ العلايا ويقولون عنهم (صف الشرق) ومن بين فرسان هذه السرية الشيخ أبو شنيف الكرة الذي يعتبر أكبر شيوخ العلايا سنا وأحسنهم كياسة وتجريبًا وأكثرهم ثراء، والشيخ محمد باسل والشيخ صالح الأحول والشيخ حسن قادربوه والشيخ علي الأطيوش، وكان هذا أصغر المشايخ سنا والشيخ موسى جريو مصر والشيخ حمد اللواطي والشيخ الكاسح الكيلاني والشيخ أبو خريص الكزة وكثير غيرهم، توجه كلّ هؤلاء للتفاهم مع صف الغرب وأخذوا في التفاهم معهم تارة باتصال زعماء الفريقين وطورا بواسطة الرسل من دعاة الخير ممن لا ينتسبون لأحد الفريقين. ولكن صف الغرب قد استضعف صف الشرق وأخذت الغطرسة والكبرياء والعتو منه مأخذها وكان آخر رسول بعث به صف الشرق هو


(١) الزاوية أو الزواوات اسم لقبيلة من القبائل الليبية ومواطنهم الهيشاوتا ورغا بقرب مصراتة. ومن تلك القبيلة سكان واحة مراده ببرقة.
(٢) العلايا سبق التعريف بهم وهم المغاربة والعواقير والعريبات أبناء جبريل من زوجته (علياء).
(٣) عرفت منتجعات الحسون والفرجان ومعدان والزاوية التابعين لزعامة الشيخ صالح بن رزق الله باسم صف الشرق نسبة لموطنهم طرابلس الواقعة غرب برقة، وكذلك العلايا عرفوا باسم صف الشرق نسبة البرقة الواقعة شرق طرابلس ويعرف صف الغرب بين القبائل الطرابلسية باسم صف البحر باعتبار أنهم من سكان السواحل كما تعرف قبائل أولًا سليمان وأرفله والقذاذفة والمقارحة وأرياح باسم صف القبلة باعتبار أنهم من سكان الجنوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>