ذلك في مكان يسمى عش الشيرازي وبه كان اجتماع لكبار قبيلة الهنادي، ورغم تحذيره من الخطر إلا أنه صمم على حضور الاجتماع، وبعد اغتياله قام أخوه الأمير بالاستعانة بمحمد علي باشا فأمده ببعض قواته العسكرية، وبمساعدة هذه القوات ورجال قبيلته المؤيدين له حارب فرع المناصرة وطاردهم إلى جهة الشرق من صحراء سيناء وقتل العديد من فرسانهم وهرب الآخرون إلى جهة الشام، ثم بعد حقبة رمنية تصالح المناصرة والشافعية مما أدى إلى عودة المناصرة أو بعضهم إلى مصر، ولكنهم تجنبوا محافظة الشرقية ونزلوا في بني سويف.
وفي عام ١٨٤٩ م توفي محمد علي باشا وفقد أمير الشافعي مكانته عند الوالي الذي تولى من أبنائه، وقد قام أحد المخبرين المدعو النباشي من إبلاغ الخديوي عباس أن أمير الشافعي شيخ الهنادي ورجاله قرروا الاستيلاء على البلاد وحكمها، فقرر الخديوي عباس القبض على عائلة الشافعي واعتقل اثنين من كبارهم وهم فيصل وغارب، أما الباقون ففروا إلى الشام (١) ثم عفا الخديوي عنهم وصرح لهم بالعودة إلى مصر فعادوا، ومن أشهر فروع الهنادي هم الطحاوية والسلاطنة والشافعي، وكان من عائلة سلطان محمد بيك أبو سلطان - رحمه الله - وكان ذا نفوذ في محافظة الشرقية، ومنهم محمد علي بشير الذي كان ضمن الصف الثاني من الضباط الأحرار في ثورة ١٩٥٢ م في مصر وقد تولى منصب محافظ الغربية، ومنهم محمد سلطان عضو المجلس الشعبي لمحافظة الشرقية ويقطن في أبو حماد وله نشاط سياسي على مستوى المحافطة.
[لمحه عن حروب الهنادي مع أولاد علي]
كانت الهنادي آخر قبائل أولاد سلَّام (السلالمة) نزولا إلى مصر من برقة بعد البهجة وبني عونة، وقد سيطرت الهنادي على صحراء مصر الغربية ومنطقة
(١) أثناء وجود هؤلاء في الشام (فلسطين) اشتركوا في حرب عودة وعامر وهما أخوان من قبيلة التياها، واشتركت في هذه الحرب قبائل عديدة في فلسطين وسيناء وكانت عام ١٨٥٤ م، ويقال أن الخديوي عباس قد أخذ أولادهم رهائن فهاجروا إلى فلسطين، وكان بينهم فارس شجاع اسمه مطرود، كما يذكر أن الذي عفا عنهم هو الخديوي سعيد.