للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبائل السعادي في ليبيا من سُلَيْم

اتفق كل النسابين والمحققين على أن السعادي (١) من صلب رجل واحد هو ذئاب بن أبو الليل زعيم قبائل سُلَيْم (من بني كعب من علَّاق بن عوف بن بُهْثَة بن سُلَيْم)، ويذكر الرواة في ليبيا أن ذئاب قد تزوج سعدى بنت الزناتي خليفة كبير قادة جيش المعز من باديس، وقد نمت عشائر السعادي في ليبيا ولما تكاثرت نزح قسم كبير منها إلى مصر في أوائل القرن الثاني عشر الهجري وسوف نفصل عن ذلك.

والسعادي نسبوا إلى أمهم سعدى كعادة العرب منذ القدم، وهناك قبائل في الجاهلية قد نسبت للأم مثل مُزَيْنة - خنْدفَ - سَلُول، وكان أبناء سعدي ثلاثة هم:

(١) برغوث.

(٢) عقَّار.

(٣) سلَّام.

وقد استوطن أبناء برغوث الجزء الغربي عن برقة الممتد من الجبل الأخضر إلى خليج سرت، بينما استقر أبناء عقَّار في ربوع الجبل الأخضر، أما أولاد سلَّامة فقد هاجروا إلى مصر منذ أربعة قرون، ولحق بهم جزء كبير عن أولاد علي (عقَّار).

فمن برغوث قبائل: جبريل، وفايد، وبرغوث الأصغر.

ومن عقَّار قبيلتي: الحرابي، وأولاد علي.

وعن سلَّام (٢) قبائل: عون، وهنادي، والبهجة.


= العام وبه غابات كثيرة ملتفة عظيمة السرح فيفافة الدوح يسير فيها الراكب بالبعير ثلاثة أيام، ويروى عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - بعد ما فتح مصر وسار إلى برقة وطرابلس وقد فتحها ولم يعجبه مكان سوى الجبل الأخضر بشرق ليبيا (برقة) وقاله: لولا أموالي بالحجاز ما اخترت مكانًا للإقامة إلا في الجبل الأخضر!
وقد طمع الطليان في هذا الجبل وما فيه من خيرات، وأجلوا عنه قبائل العرب من سُلَيْم وهِلَال وفَزَارة والأشراف والمرابطين وأخذوا أراضيهم غصبًا وذبحوا الآلاف منهم، فنزح أغلبهم إلى الصحراء وقد نظَّموا المقاومة العنيفة ضد الاستعمار بقيادة عمر المختار شيخ المجاهدين من قبيلة المنفة من قبائل الأشراف والتي تسكن في برقة "البُطْنان"، قرب الجبل الأخضر.
(١) قلت: لم يذكر ابن خلدون اسم السعادي من سُلَيْم في العير، وكذلك القلقشندي في نهاية الأرب حتى آخر القردة الثامن الهجري، وهذا يدل على أن السعادي لم يصبحوا عشيرة حتى أواخر القرن الثامن الهجري وجدهم الذئب أو ذئاب ابن أبو الليل من الكعوب من علّاق بن عوف نزح إلى برقة من تونس بعد تغلب الدولة الحفصية.
(٢) قلت: سلَّام فيه خلاف فقد حسب من السعادي خطأ وهو من لبيد وأقدم من حيث التكوين القَبَلي فقد ذكره القلقشندي في نهاية الأرب والمقريزي في البييان والإعراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>