وما ذكرناه سابقًا ينطبق على هجرة بني هاجر التي بدأ نزوحها منذ القرن التاسع الهجري، من منطقة وادي المحجر ووادي المراث إلى وادي يعوض والمسافة بينهما حوالي ١٠ كم، ثم إلى رهوة بني هاجر التي عرفت بهذا الاسم في القرن الحادي عشر وإلى يومنا هذا، بعد أن أصبحت نقطة انطلاق بني هاجر للنزوح إلى نجد والخليج، وتقع هذه المنطقة في عالية تثليث بالقرب من الصبيخة حيث تسكن فخوذ عبيدة.
أما منطقة النزوح التالية لبني هاجر فهي بيشة، ومنها يتم النزوح إلى نجد أو غيرها من المناطق، وقد اختلطت فخوذ بني هاجر بالقبائل الأخرى وجاورتها، فقد جاورت قبائل البقوم وسُبيع، كما استقر بعض الفخوذ النازحة في الأفلاج ووادي الدواسر.
ومن أول النازحين من فخوذ بني هاجر اللقامين من الهيازع الذين استقروا في وادي الدواسر، ثم تبعهم آل داوود من بني زيد الذين استقروا في الأفلاج وفي القرن التاسع الهجري وفي أوائل القرن العاشر نزح من منطقة بيشة الكدادات والمهاشير من آل ذعفة إلى الوادي ثم أكمل المهاشير نزوحهم يتبعهم عدد من العشائر من فخوذ بني هاجر، ومن هؤلاء عشيرة آل حميد من اللقامين وبعض من الكدادات وآل جدي وغيرهم، وفي أواخر القرن الحادي عشر نزحت عدة فخوذ من الحرجة واستقروا في بيشة مرورا بتثليث، وفي خلال هذه المدة انسابت عدة عشائر إلى نجد.
وفي منتصف القرن الثالث عشر نزحت عدة فخوذ من نجد تحت زعامة الأمير شافي بن سفر بن شعبان في عام ١٢٤٥ هـ، وبقيت عدة فخوذ من بني هاجر في وادي بعوض ووادي راحة إلى يومنا هذا ويقيمون في مدينة الحرجة وضواحيها منهم آل فطيس والهفلان وآل عامر وآل مؤنس والنجايب آل أعدال وآل مسعود وفي بيشة بعض من المظافرة المخضبة وعدة فخوذ من آل محمد منهم القروف والكلبة والهودان والدعجة آل بداح ومنهم آل غصن وآل هادي.