للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفي في رجب سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة يوم السبت ودفن بسفح قاسيون (١) (والموافق - ٤ نيسان - ١٤٧٨ م) وذلك في عهد الخليفة العباسي (المستنجد باللَّه يوسف)، والسلطان الملك الأشرف قايتباي الظاهري، والأتابكي أزبك الظاهري

جعفر (*) بن عبد اللَّه الخزاعي

هو جعفر بن عبد اللَّه بن محمد بن سيد بُونة الخزاعي. جاء عنه: من أهل شرق الأندلس من أعمال دانية (٢)، يكنى أبو أحمد الولي الشهير كان أحد الأعلام المنقطعي القرين في طريق كتاب اللَّه، وأولى الهداية الحقة، فذ شهير، شائع الخلة، كثير الأتباع، بعيد الصيت، توجب حتى الأمم الدانية بغير دين الإسلام، عند التغلب على قرية مدفنه بما يقض منه بالعجب.

قال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير عند ذكره في الصلة: أحد أعلام المشاهير فضلًا وصلاحًا؛ قرأ ببلنسية، وكان يحفظ نصف "المدونة" (٣) وأقرأها، ويؤثر الحديث والتفسير والفقه، على غير ذلك من العلوم. أخذ القراءات السبع عن المقرئ أبي الحسن بن هُذيل، وأبي الحسن بن النعمة، ورحل إلى المشرق، فلقي في رحلته جلَّة، أشهرهم واكبرهم في باب الزهد وأنواع سني الأحوال، ورفيع المقامات، الشيخ الجليل الولي اللَّه تعالى العارف أبو مدين (٤) شعيب بن الحسين المقيم ببجاية! صحبه وانتفع به، ورجع من عنده بعجايب دينية، ورفيع أحوال إيمانية، وغلبت عليه العبادة، فشهر بها حتى رحل إليه الناس بدعائه والتيمن برؤيته ولقائه، فظهرت بركته على القليل والكثير منهم وارتوا زلالا من ذلك العذب النمير، وحظه من العلم مع عمله الجليل موفور وعلمه نور على نور. وحدث


(١) جبل قاسيون: يطل على مدينة دمشق من جهة الشمال، وإن المنازل تسلفت سفوحه حتى كادت أن تصل قمته، وقد أصلح حاليًا وشفت فيه الطرقات المعبدة وغرست عليه الأشجار الحراجية، وإن منظر دمشق من فوق قمته تبدو أكثر ساحرية في ليالي الصيف المنعشة.
(*) الإحاطة في أخبار غرناطة/ ٤٦١.
(٢) دانية من ثغور الأندلس القديمة، تقع جنوبي بلنسية على لسان بارز وقد كانت أيام الطوائف قاعدة المملكة مجاهد العامري أمير دانية والجزائر الشرقية.
(٣) المدونة: هو كتاب للإمام مالك.
(٤) العلامة الأندلسي الشهير توفي سنة (٥٩٤ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>