للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجعل يقول: أحسنتما .. أحسنتما". قال ذلك وهو يخاطب المتحاوريْنِ أمامه: (عبد الرَّحمن بن عبد الملك وحاتم بن سعيد).

هذا، وما يلاحظ أن مطبوعة دار المعارف بمصر، من كتاب "الإحاطة في

أخبار غرناطة" ورد فيها النص الذي سبق ذكره من حديث الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - محرفًا. إذ ورد فيها كما سبق أن بَيَّنَاهُ: "أمير هذه الأمة، وأمير في أهل السماء، وأمير في أهل الأرض" بالراء في ثلاث صيغ الأمير، والصواب أن الصيَّغ الثلاث المذكورة، كلهن بالنون لا بالراء، جاء ذلك نصًّا في كتاب "الاستيعاب" للحافظ أبي عمر بن عبد البر: (قال عبد الرَّحمن بن عوف لأصحاب الشوري: هل لكم أن أختار لكم وأنتفي منها؟ قال علي - رضي الله عنه: أنا أول من رضي، فإني سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: أنت أمين في أهل السماء، وأمين في أهل الأرض)، وقال الزبير بن بكار: (كان عبد الرَّحمن بن عوف، أمين رسول الله على نسائه) (١).

رواة من بني سُلَيْم

نقصد بالرواة هنا، رواة العلم المتعلق بلغة العرب وأماكنهم وتاريخهم وأشعارهم وأخبارهم، وإلى هؤلاء الرواة العرب والأعراب بصفة عامة يرجع كثير من ثراء رصيدنا العلمي والأدبي عن العرب في جاهليتهم وفي صدر إسلامهم.

وقد ذكرنا في هذا الفصل من تسنى لنا الإلمام بهم أو بما سجلوه لنا في رواياتهم التي كتبت عن بني سُلَيْم منهم، وكانوا معتمدين بِحَقٍّ فيها.

عَرَّام بن الأصبغ السُّلَمي

كان عَرَّام أحد أعراب بني سُلَيْم المتفتحي الأذهان، الراغبين في نشر المعلومات التاريخية والجغرافية والنباتية والاجتماعية التي عرفها بحكم جَوَلَاتِه في بلاد العرب، وقد رأيناه يؤلف كتيبًا موجزًا مُكْتَنِزًا بالمعلومات التي جمعها من هنا وهناك وقد سماه: "أسماء جبال تهامة وسكانها وما فيها من القرى وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه".


(١) الاستيعاب في معرفة الصحاب - لابن عبد البر، ص ٨٤٦، المجلد الثاني، طبع مطبعة نهضة مصر، وتحقيق محمد علي البجاوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>