للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقربة من أسافل وادي الدواسر (العَقِيق قديمًا) فشرَّق بهم في صحراء البياض الواقعة بين مرتفعات جبل طُوَيْق (عارض اليمامة) وبين رمال صَيْهَد (الربع الخالي) حتى توغلوا في الرمال فضلوا سبيلهم فهلكوا.

[مع القبائل اليمنية]

وبين القبائل العدنانية بوجه عام وبين قبائل اليمن حروب وغارات كثيرة، ولكن المحفوظ منها كغيرها عن أخبار الجاهلية قليل.

ولا يعني الباحث هنا إلا ما له صلة بقبيلة باهلة.

[باهلة ومذحج]

قال عبد اللَّه بن حمزة في قصيدة "ذات الفروع" (١) في ذكر مفاخر قيس:

وَفِي مَذْحِجٍ مِنْهُمْ وَقَائِعُ لَمْ يَزَلْ … لَهَا نَدَبٌ دَامٍ وآخَرُ يَحْلِبُ

وَفِي مَذْحِجٍ منْ يَعْصُرِ ابْنَةِ يَعْصُرِ … قَتِيْلٌ وَمأَسُوْرٌ لَدَيْهِمْ مُكَلَّبُ

أغارت مُذْحِجُ في الجاهلية على باهلة فهزمتهم باهلة، قال الباهلى في ذلك:

وَنَهْديَّةٍ شَمْطَاءَ أَوْ حَارِثِيَّةٍ … تُؤَمِّل يُهْنَا مِنْ بَيْنِهَا بَعِيْرُهَا

تَوَاتَعُ أَثْنَاءَ الحَنِيْنِ فَرَاعَهَا بَوَادِرُ … خَيْلٍ لَمْ يُدَرَّعْ بَشِيْرُهَا

فَآبَتْ إِلَى تَثْلِيثَ تَدْمَعُ عَيْنُهَا … وَعَادَ عَلَيْهَا صَمْغُهَا وَبَرَيْرُهَا

انتهى كلام ابن حمزة.

وهذه الأبيات التي أوردها من قصيدة لمالك بن رُغْبة مذكورة في ترجمته، وقد أشار إلى تلك الحرب أبو محمد الأسود الأعرابي في كتابه "فرحة الأديب" (٢) بما هذا نصه:

قال ابن السيرافي: قالت بنت أبي الحصين من مَذْحِج:


(١) مخطوطة.
(٢) ١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>