للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - ثم بعد موت الحسن - رضي الله عنه - دعا بعض أهل العراق أخاه الحسين لاستخلافه مكان أخيه وانضم إليه الأوفياء من المسلمين ضد يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وبعد انتهاء الموكب وانتصار المتوحشين القساة، جاء بنو أمية برأس الحسين ومن قتل معه من أصحابه وكانوا سبعين شهيدًا. وكان من شهداء هوازن ٢٠ ومن بني تميم ١٧ شهيدًا ومن بني أسد ٦ شهداء، ومن سائر الصحابة ٧ شهداء، أما الباقون فقد سلموا من القتل ولكنهم لم يسلموا من التشريد والإهانة والحبس والشماتة (١).

٥ - وكان من ذوي الرأي والمشورة الأحنف بن قيس لدى علي رضي الله تعالى عنه؛ لأنه من زعماء بني تميم في الرأي والسداد وقد ذكرت كتب التاريخ أنه كان في زمن تلك الفترة قام الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين إن يكن بنو سعد لم يضروك يوم الجمل فلن ينصروا عليك غيرك وقد عجبوا من نصرك يومئذ وعجبوا اليوم ممن خذلك لأنهم شكوا في طلحة والزبير ولم يشكوا في عمرو بن العاص وفي معاوية بن أبي سفيان وإن عشيرتنا في البصرة فلو بعثنا إليهم ليقدموا إلينا لقاتلنا بهم العدو ولا انتصفنا بهم من الناس وأدركوا اليوم ما فاتهم بالأمس. وهذا جمع قد حشره الله عليك بالتقوى لم تستكره إليه شاخص وإنما تشخص إليه مقيما ومن كان معك نافعك وربما مقيم خير من شاخص وإنما تشوب الرجال بالمخافة والله لو وددنا أن أمواتنا رجعوا إلينا فاستعنا بهم على عدونا وليس معك إلا من كان معك ولنا في قومنا عدد ولا نلقى بهم عدوا ألد وأعدى من معاوية ولا نسد بهم ثغرا أشد من الشام (٢).

اقترح علي (٣) - رضي الله عنه - على الأحنف بن قيس

٦ - بعد أن انتهى الأحنف من إبداء رأيه قال له علي: اكتب إلى قومك فكتب إليهم. . أما بعد فإنه لم يبق أحد من بني تميم إلا وهم قد شقوا برأي


(١) انظر: الطبري ج ٦ كما ذكره ابن مزروع في كتاب بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٦٠.
(٢) انظر: الإمامة والسياسة ص ٧٥.
(٣) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٦٠ - ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>