للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولي نَفْسٌ تتوق إلى المعاني … سَتَتْلَفُ أو أبلغها مناها (١)

و"الألوك": الرسالة، و"بُراها": زينتها، وكل حلقة من سوار وقرط وخلخال وما أشبهها: برة.

العباس بن أنس الأصم السُّلَمي

هو من فرسان الجاهلية وشجعان العرب، وله ذكر في وقائعهم (٢).

عمرو بن رياح - الشريد السُّلَمي

من سادة سُلَيْم بن منصور، وهو والد الخنساء وصخر ومعاوية ومالك، اعترف له العرب بشرف المكانة.

ووالده: رياح بن عمرو، وقد غلب عليه لقب "الشريد" لقوله:

تولى إخوتي وبقيت فردًا … وحيدًا في ديارهمو شريدا (٣)

وقد أورد المؤرخون قصة النعمان بن المنذر مع كِسرى ملك الفُرس، وكان كِسرى طعن في شأن العرب ورد عليه النعمان في ذَلك، في بيان عربي فصيح مَؤدَّب. بما استوجب إعجاب كِسرى بيانه وكِسْوَتَهُ، ولكن النعمان شعر من فحوى كلام كِسرى في توهين أمر العرب والحط من كرامتهم، أن وراء الأكمة ما وراءها، فلما غادر إلى الحيرة رأي أن يبعث إلى نفر من سادة العرب يدعوهم للحضور إليه، وكان من بينهم عمرو بن الشريد السُّلَمي، وقد حدثهم النعمان بما كان من أمر كِسرى ومقاله، وقال لهم: قد سمعت من كِسرى مقالات تَخَوَّفْتَ أن يكون لها غَوْرٌ، ويكون إنما أظهرها لأمر أراد أن يتخذ به العرب خَوَلًا - عبيدًا - كبعض طماطمته - أي قومه الذين في لسانهم عجمة ولا يفصحون - في تأديتهم الخراج إليه، وقد استحسن الحاضرون من رؤساء العرب كلام النعمان ورأيه ووافقوه في اتباع ما ينصح به، فَبَيَّنَ لهم أن من رأيه أن "يسيروا بجماعاتهم إلى كِسرى، وأن يتكلم كلّ منهم بما حضره من الكلام المرتجل، لكي يعلم كِسرى أن العرب على غير ما يظن أو تحدثه نفسه به، على أن لا ينطق أحد منهم بما يغضبه ولا ينخزلوا -


(١) معجم الشعراء للمرزباني، ص ١٠٢ و ١٠٣؛ وديوان العباس بن مِرْدَاس، ص ١١٠.
(٢) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - لجواد علي، ص ٢٦١، الجزء الرابع، طبع دار العلم للملايين في بيروت؛ وكتاب الاشتقاق، ص ٣١١.
(٣) البيان والتبيين - للجاحظ، ص ٢٨٩، الجزء الأول، طبع المطبعة الرحمانية بمصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>