ويذكر ابن خلدون أن كلمة صنهاجة قريبة النطق من كلمة زناكة ولا زال النطق بهاتين الصيغتين متداولًا حتى الآن.
وقبائل صنهاجة فرع هام من فروع الشعب البربري في شمال إفريقيا (المغرب العربي)، ويتقارب الصنهاجيون والمصامدة (قبائل مصمودة) في المملكة المغربية من حيث السلالة والأصل المشترك وكذلك قبائل كُتامة التي تنتشر في الجزائر والمغرب الأقصى أيضًا.
وقد ظهر اسم قبائل صنهاجة كثيرًا خلال العصور الوسطى إذ كانوا طائفة كبيرة العدد تمتد منازلهم عبر بلاد المغرب والصحراء؛ ومن ثم شمل اسم بلاد السنغال، وكان من بينهم بطون تضم القبائل الرُحَّل التي ما زال عدد منهم باقيا حتى اليوم، وأهم هذه القبائل هي الهُقار في جنوب الجزائر.
أما قبائل صنهاجة المستقرة كانت قبيلة تكلاتة، وقد بلغت القبائل الصنهاجية أوج سؤددها خلال الفترة الواقعة بين القرنين الرابع والسادس الهجري، إذ كانت تكلاتة تحتل في القرن الرابع الهجري إقليم قسنطينة بأسره، وفي ذلك الحين نفسه كانت القبائل الصنهاجية المستقرة ولا سيما سلالة بني زيري، فقد أنشأ هؤلاء حكومة قد حكمت بعض الجهات وأهم مدنها أشير التي كانت قائمة على المنحدر الجنوبي الشرقي لجبال تيطري في جنوبي مدينة الجزائر بحوالي ٣٠٠ كيلو متر، ولم يبق من أشير اليوم غير الأطلال التي تُسمى حتى الآن اليشير، وهي عبارة عن ثلاثة أبواب وبعض بقايا القلعة والبرج والصهريج، وفي مكان أشير القديمة تقوم في الوقت الحاضر بلدة بنية وزيري بن مناد بن باديس الذي شيد مدينة أشير البائدة.
ومن قبائل صنهاجة الرحَّل في البوادي تلك القبائل التي كانت تحتل في القرنين الرابع والخامس الهجريين الصحراء الكبرى فيما بين طرابلس والمحيط الأطلنطي، وكانت أهم هذه القبائل "لمتونة"، و"مسوفة" وهم أصحاب اللثام أو الملثمين الذين كان لهم شأن عظيم في التاريخ الديني والسياسي في بلاد البربر كلها