اللاذع منسوبًا إلى حرب، ولكنك إذا ألقيت نظرة على المعارك التي تشترك فيها حرب وجدت المبالغ يقول لك: قل أن تهزم حرب. أما طبيعة عنزة فقد وصفها لي أحد شيوخهم، وهو يقول: تريد أن أقول لك الحق؟ قلت: نعم. قال: هزائين، سطامين لطامين، يهزأ واحدهم حتى بأبيه (١).
وأهم ما وصلنا من الأيام بين قبيلتي حرب وعنزة.
[١ - وقائع المجللة]
وقائع دامية بين القبيلتين لم أجدها مكتوبة في تأريخ مع أنني لم استقص تأريخ المدينة المنورة فلربما يكون لها ذكر هناك، ولكن الظاهرة العامة أن كتابنا ومؤلفينا بعد العهد العباسي لم يعيروا تأريخ البادية اهتمامًا، وانحصر تاريخ كل مدينة في ذكر من دخلها وخرج منها وفتوحات أميرها فقط، فإذا غزا أحد الأمراء إحدى القبائل أو القرى لم يذكروا لك من شأنها إلا ما يخص ذلك الأمير، وأهملوا - كليًا - الطرف المقابل، بل وأنحوا عليه باللائمة دون أن يعرضوا لك الأحداث والملابسات لتشترك معهم في الحكم.
وتوصلت إلى أن وقائع المجلّلة حدثت في القرن الحادي عشر بعدة استنتاجات:
١ - لم يذكر لحرب قبل هذا التأريخ أية وقائع شرق المدينة المنورة.
٢ - معظم حجج التملك الموجودة لدى قبائل حرب في العيون وشرق المدينة والتي تعود إلي القرن الحادي عشر، تبدأ هكذا: إن مما أفاء الله علي. أو إن من أملاكي. أو مما أعطاني الله. وهذا يدل على أمرين: أولهما أن هذه الأرض جاءت غنائم. وثانيهما أن هذا الشخص هو أول مالك لهذه الأرض من أسرته.
(١) هذا الكلام بلفظ ذلك الشيخ، فلم أخضعه لقواعد اللغة.