ودخل الشريف مبارك مكة ونادي في الناس بالأمان وبسط العدل والأمان.
وكانت مدة ولايته حوالي ثلاث سنوات.
توفي باليمن عام ١١٤٠ هـ - عليه رحمة اللَّه ورضوانه.
وقد اعتنى به أخوه الشريف عبد المحسن بن أحمد بن زيد - عليه رحمة اللَّه.
وأدبه وهذبه لما عرف عن الشريف عبد المحسن من رجاحة العقل والبعد عن الإمارة وتنازله عنها للشريف عبد الكريم بن يعلى البركاتي زاهدا فيها غير مبالي بالحكم لأنه -عليه رحمة اللَّه- قد حكم بأفعاله الجميلة.
نصيحة الشريف عبد المحسن بن أحمد لأخيه مبارك بن أحمد:
". . . هل بعد الولاية إلى انتظار العدل، وإذا صار العزل عدوت مطرودا في جميع الطرق والمسالك وأجمع السادة الأشراف على إبعادك عن عشيرتك وبلادك، فهل أحرز من شرافتك غير عداوتك لرفاقك؟ وأخيب فيما أؤمله فيك وأرجوه وفيما أحكمته من جميع الوجوه، من أنك ستكون الجامع لأهلي وعيالي إذا كسفت شمسي وغاب هلالي وهل بعد اجتهادي في جلب الدر بفيك، تضيع أملي فيك فمل عن ذلك واقتدي بي وسر على نهجي وتهذيبي".
انظر يا أخي الكريم إلى هذه القطعة الأدبية الجميلة التي ينصح فيها هذا الزعيم الروحي أخاه ويذكره أن الولاية ليس فيها خير وعليك بسبيلي واقتدي بطريقي لأنك أؤمل فيك تكميل خطي الذي رسمته لك ولي لكن هيهات هيهات.
وكان عليه رحمه اللَّه مرجعا لجميع الأشراف لا يتولى ملك ولا يعزل إلا برأيه ولا يستمر إلا إذا كان تحت أمره ونهيه، وناهيك بهذه السيادة التي لم تصر لأحد من عهد قتادة، كما يقول الرجلان. وكان تاريخ وفاته في هذا البيت.