للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتى الحارث بن شريك من بكر بن وائل ليغدر ببني يربوع، فنذر به عُتيبة رئيس بني يربوع وحال بينه وبين الماء، فساومه الحارث، وأخذ عتيبة ما معه من الميرة وخلى سبيله.

وأغار عُتيبة مرة على بعض بني كلاب، فأتى الكلابيون أنس بن عباس الأصم وكان بينه وبين عُتيبة عهد ألا يُسفك دم ولا يؤكل مال - فرجوه أن يذهب إلى عتيبة ويؤخر سيره حتى يدركوه .. ففعل واحتال على عتيبة، وجاء الكلابيون فقتلوا حنظلة أخا عتيبة ولكنهم انهزموا وأسر عتيبة أنس الغادر وأخذ بثأره.

وفي يوم أراب، غزا الهذيل التغلبي بني يربوع وسبى زينب الرياحية زوجة نعيم بن قعنب بن عتاب، تمنع الهذيل بمفاداتها وطمع بجمالها، فركب عتيبة فيها وفي أسراهم حتى فكهم .. ثم بلغه أنهن يجحدن نعمته تلك عليهم فقال:

فلا تكفراني لا أبا لأبيكما … فإن لكم عندي من الكفر مذهبا

لعمري لقد نالت رياح سماحتي … وأدركت إذ رأت الترحل زينبا

جلبنا جيادا من وبال فأدركت … أخاكم بنا في القد والمر قعنبا

فما رددنا حتى حللنا وثاقا … حديدًا وقدا فوق ساقيه مجلبا

وفي إحدى مجابهات بني ثعلبة مع أسد، قُتل عُتيبة، قتله ذؤاب بن ربيعة.

[١٠ - عدي بن زيد]

ابن حماد بن زيد بن أيوب المحروقي التميمي (١).

وكان أيوب ينزل في بني امرئ القيس بن زيد مناة، فأصاب دما فيهم وهرب إلى الحيرة ولحق بأخواله فيها، فأنزله سيدهم أوس بن قلام في داره، ثم ابتنى له دارا جيدة ووهبها له مع مائتين من الإبل براعتها وفرسانا وأمة.

وأكرمه ملوك الحيرة وأجاروه، وتزوج ابنه زيد امرأة من آل قلام فولدت له حمادا، وقتل بنو امرئ القيس زيدا ثأرا وترك ولدا اسمه حمادا الذي أصبح كاتب


(١) المرجع السابق ص ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>