للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشراف قبيلة بني موسى: ذوي هجار. انتهى.

وعدد الأستاذ علي حسن العبَّادي من (العيايشة) من مالك: عشيرة (العبسان) وقال: العبسان هؤلاء وذبيان من موسى اسمان يوافقان اسمي عبس وذبيان من غطفان من قيس عيلان من مُضَر العدنانية. ولهذا التوافق قال الشيخ حمد الجاسر ما نصه: كانت قبيلتا عبس وذبيان من غطفان العدنانية تجاوران قبيلة جُهَيْنة القُضَاعية، وقد دخلت هاتان القبيلتان في جُهَيْنة بعد الإسلام، فصارتا تعدان منها في عهدنا الحاضر، لوجود قبيلتين تسميان بهذين الاسمين (١).

قلت: وهذا رأي غير صحيح؛ لأن اسم ذبيان وغطفان من بطون جهينة المعروفة قديمًا وقد تقدم الكلام عنهما.

[دور جهينة في الدولة الإسلامية]

ولما ظهر الإسلام وتركزت دولته في المدينة المنورة كانت جهينة بالقرب من المدينة في منطقة ينبع وما حولها من أودية وسهول وجبال، وأخذ اسم جهينة يظهر مقترنًا بكثير من الأحداث السياسية التي شهدتها المنطقة ورأيناها تساهم أفرادًا وجماعات في الأحداث الهامة التي كان لها أثر كبير في نشر الإسلام، ومن أولى أعمال جهينة التاريخية، أن قام أفراد منها بالاستخبارات لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عير قريش القادمة من الشام إليها حتى ينبع، ولم تكن ينبع بعيدة عن بدر التي وقعت فيها أولى المعارك الفاصلة بين الشرك والإسلام، وفي هذه المعركة شارك أفراد من جهينة خوض غمارها وعلى أرض جهينة بمنطقة ينبع لوقوعها على طريق القوافل التجارية بين الحجاز والشام، وكانت ميدانًا لأحداث عديدة بين قريش ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدارت فيها غزوات عدة وساهمت فيها قبيلة جهينة بمناصرة الإسلام: سرية العيص وغزوة بواط والعشيرة (٢) وغزوة العشيرة كانت في جمادى الثانية في العام الثاني للهجرة قوامها مائة وخمسين من المهاجرين يعترضون عيرًا لقريش ذاهبة إلى الشام، وغزوة بواط من أرض منطقة ينبع كانت في ربيع الأول في السنة الثانية من الهجرة، إذ خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعترض عيرًا لقريش فيها أمية بن خلف ومائة رجل من المشاركين فبلغ بواطًا من جبل جهينة فرجع ولم يلق كيدًا.


(١) بحوث الأستاذ حمد الجاسر في مجلة العرب.
(٢) العشيرة: اندثرت العشيرة ولا زالت باقية منها قرية البركة بينبع النخل.

<<  <  ج: ص:  >  >>