التجأ إلى بيت العنزي فرضا قاتل أخيه، أو أحد أفراد أسرته، دون أن يكون للقاتل معرفة بمنزلته من القتيل، فإن صاحب البيت يجيره ويحميه، إلى أن يوصله إلى مأمنه، ولا يرضى أن يهان في منزلة، ويقول أفراد عشائر شمَّر للناس بموقع المدح والإطراء عن شيوخهم الجربان أنهم يذبحون على الفراش، ومعنى هذا أنهم باستطاعتهم أن يقتلوا -ولا تبعة عليهم- من شاءوا داخل بيوتهم وعلى فراشهم، كائنا من كان من الناس التي لم تكن من شمَّر، حتى ولو كان ضيفا عليهم إلخ.
وقد سألت الشيخ دهام الهادي عن رأيه في هذين القولين المستغربين فصدق الأول منهما، ونفى وجود الثاني، وعلل الأول بأن عدم إجارة الشمَّري للغريب من شيوخه آل الجربا ناشئ عن شدة نفوذ هؤلاء الشيوخ، ووفرة حرمتهم، لدى كل شمَّرى، بحيث صار شأنهم تجاه أفراد عشائرهم، شأن الحكومات في الحواضر والمدن تجاه الأهلين الذين ليس لهم أن يجيروا أحدا مطلوبا من قبل الحكومات المكلفة وحدها بحفظ الأمن ورؤية المصالح العامة، كل ذلك لعلو كعب آل الجربا وسؤددهم المتحدر، كابرا عن كابر، بحكم أنهم كانوا فيما مضى هم حكام جبل شمَّر قبل آل علي وقبل آل الرشيد من شمَّر، وبالطبع قبل آل السعود العنزيين، وأن مرد هذا العلو إلى كونهم من طبقة أسمى، بخلاف الأسر المترأسة في عنزة وغيرها من العشائر، فإنها في الأصل من العشيرة نفسها، ولا مزية فائقة لها على غيرها، حتى لا يجير أحدهم لاجئ منها، ا هـ.
هذا، والعرف عند آل محمد الجربا تجعل أي واحد منهم شيخا على أي فريق من شمَّر، إلا أن المتّبع لديهم منذ نصف قرن، هو أن مشيخة الخرصة في آل فرحان باشا الصفوق، وخاصة في فرع العاصي (العواصي)، وهم أبناء العاصي بن فرحان الحاضرين، ومشيخة سنجارة في الشيوخ أبناء عبد الكريم الصفوق، أو أبناء أخيه فارس الصفوق المعروفين بآل عمشة الطائية (العمشات).
[شجرة نسب آل محمد (آل الجربا)]
جدهم الأعلى هو ابن محسن بن مشعل بن مانع بن سالم بن (محمد) رأس عمود النسب الطائي الأصل، فمن (مجرن) جاء الجعيري، ومنه الحميدي