للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مساحتها من الشمال إلى الجنوب بحوالي ثلاثمائة وثلاثين كيلا تقريبًا، ومن الغرب على النحو من ذلك.

وقد أطلق أخيرًا على مجموعها اسم مقاطعة أبها (١)؛ نسبة إلى مدينة أبها عاصمة المقاطعة. ويقع معظم هذه المقاطعة في متوسط سلسلة جبال السراة (٢) الممتدة من الشمال من ثقيف بالطائف حتى تخوم اليمن، وتبعد عن الطائف إلى الجنوب بنحو خمسمائة وستين كيلا تقريبا، وتنقسم من حيث حالتها الطبيعية إلى قسمين: تهامة وسراة، وترتفع جبال السراة عن سطح البحر بحوالي ألفين وثمانمائة متر، وهذه المنطقة مشحونة بالسكان قل أن يوجد فيها بقعة إلا وهي كالبنيان المرصوص بالسكان (٣).

[وجه اشتقاق اسم عسير]

أصبح من المعروف عند كثير ممن كتب عن بلاد عسير أن اسم عسير مشتق من العسر لصعوبة مسالكها، وكثرة تعاريجها، وبعضهم يقول: إن اسم عسير محدث ليس له أصل يرجع إليه. والصحيح أن إقليم عسير منسوب إلى أحد ساكنيه القدماء واسمه "عسير" من العدنانيين (٤) كما هو معروف عند بعض علماء النسب. وقد اختلف الناسبون في كيفية رفع نسب عسير إلى عدنان على قولين:

الأول: ما رواه أبو عبد اللَّه محمد بن الحسن الهمداني المتوفى سنة ٣٣٤ هـ في الجزء الأول من كتابه الإكليل، بعد أن ذكر أسماء عشاير من خولان قال ما لفظه: "ولئلا تلتبس في نسب عسير بقبائل عنز بن وائل أو ولد عنز بن وائل على


(١) كان ذلك في السابق، أما الآن فيطلق عليها منطقة عسير، وأبها عاصمتها، وتقع على مسطحات من الأرض تطل من جنوبها على عقبة ضلع، وترتفع عن سطح البحر بحوالي ألفين وستمائة متر.
(٢) جبال السراة: هي سلسلة الجبال الممتدة من الطائف إلى اليمن، وتسمى حجازًا لأنها حجزت بين نجد وتهامة.
(٣) بلغ إجمالي سكان منطقة عسير في عام ١٤١٩ هـ مليونًا وثلاثمائة ألف وثلاثمائة وإحدى عشرة نسمة، وقد حصل المؤلف على هذا الإحصاء من مقام إمارة منطقة عسير.
(٤) الحفظي: عبد الرحمن، تاريخ عسير، (مخطوط بمكتبة المؤلف) ص ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>