للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال (١): وأطافت به الأزد، ثم اضطربوا هم والروم، فوالذي لا إله إلا هو لرأينا الروم وإنها لتدور بهم الأرض - وهم في مجال واحد كما تدور الرحا، فما برحوا ولا زالوا، وركبهم من الروم أمثال الجبال، فما رأينا موطنًا قط أكثر قحفًا ساقطا، أو معصما نادرًا، أو كفًا طائحة، من ذلك الموطن، وقد -واللَّه- أوحلناهم شرًّا وأوحلونا، فنحن في مثل ذلك وكان جل القتال في الميمنة، وإن القلب ليلقون مثل ما نلقى، ولكن حمة القوم وحدهم وحردهم وحنقهم علينا، وكنا في آخر الميمنة، فقد لقينا من قتالهم ما لم يلق مثله أحد. فواللَّه إنا لكذلك نقاتلهم، وقد دخل عسكرنا منهم نحو من عشرين ألفًا من ورائنا، فعصمنا اللَّه من أن نزول (٢).

[من أخبار دوس في الجاهلية]

١ - يوم حِضْرة:

حِضْرة -بالكسر ثم السكون- موضع بتهامة كان فيه يوم بين بني دوس بن عدثان وبني الحارث بن كعب، وكان الغلب والظفر لدوس (٣).

كذا أورد الخبر ياقوت في كتابه. وقد أورد خبره مفصلا صاحب "الأغاني" وقد وهم ياقوت حيث قال أنه بين دوس وبين بني الحارث بن كعب، والصواب: أنه بين دوس وبين بني الحارث بن عبد اللَّه بن عامر من يشكر من منهب من دوس نفسها.

قال صاحب "الأغاني" ما ملخصه:

كان ضماد بن مسرح بن النعمان بن الخيار بن سعد بن الحارث بن عبد اللَّه ابن عامر بن الحارث بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن منهب بن دوس سيد آل الحارث، وكان يقول لقومه: أحذركم جرائر أحمقين من آل الحارث ببطلان رياستكم، وكان ضماد يتعيفُ، وكان آل الحارث يسودون العجيرة،


(١) القائل هو الرازي عبد الأعلى بن سراقة الأزدي ممن حضر الوقعة.
(٢) "تاريخ فتوح الشام" تأليف محمد بن عبد اللَّه الأزدي البغدادي المتوفى سنة ٢٣١ - صفحة ٢٢٤/ ٢٢٥ - مطبعة سجل العرب في القاهرة سنة ١٩٧٠.
(٣) "معجم البلدان".

<<  <  ج: ص:  >  >>