فكان الفارس، محمد بن جابر آل منصور العذبة هو الذي منع ذلك الفارس، ومن معه وهو يلقب براعي السويداء؛ وهي فرسه.
وبعد أن منعهم عاد بهم إلى قومه وكرمهم وأحسن وفادتهم وجهزهم بكل ما يلزم ليعودوا لقومهم، إلا كبيرهم الذي قد أصيب في المعركة فقد مكث في منزل راعي السويداء معززًا مكرمًا، ويقومون على علاجه حتى برئ، وقد مكث في ضيافتهم حوالي ثلاثة أشهر ونيف وقد أنشد هنه القصيدة المعبرة، يذكر ما لقيه من كل معاني الاحترام والتقدير:
شرّفت في رأس النقا وأبدع القاف … في بيت من هو لابته يدهلونه
وأخيل برّاق سوى له تكشّاف … جعله على ديرانا يذكرونه
راعي السويداء (محمد) نسل الأشراف … (عذبية) حريبهم يقهرونه
يا حامي الدنّاوز بن من خاف … وعاد هشّال الخلا يمتنونه
إلى قبلت خيل وجمعٍ له أرداف … حرز لتالي خيلهم ينعتونه
نقّال سيف للعدا ماله أوصاف … ورمحٍ ثقيل ما تعالج طعونه
تسعين ليلٍ عندكم ما بي خلاف … على فقار متيه تفعلونه
وعلى لبن بكرٍ من الذود مشعاف … إلى غزاها طامعٍ يمنعونه
يا خوك دنّوا لي من الهجن هياف … أمبرم الذرعان فج ازغونه
أبغى بني عم ما حلّوا بالأسياف … من الجبل إلى النفوذ يحمونه
ويقصد في البيت الأخير أبناء عمه من السبيع.
لا ساسوا الجاره ولا حسّوا الجار
الشاعرة/ جدعة الهاجرية
جدعة آل هادي كانت جارة لآل عذبة من آل مرة، وكانت تنعم بحسن الجيرة والعشرة معهم، ورأت من آل عذبة ما يثلج الصدر من كل ما تحتاجه من حق الجيرة، وذات يوم رحلت إلى قومها، وبعد أن نزلت مع قومها، رأت أن إبلها لا ترغب في أن تسرح إلا في جهة آل عذبة وكان ابنها يدعى (عامرا)، وكانت إبلها قد تعرضت للأخذ من إحدى القبائل عندما كانت جارة لآل عذبة، فلحقها آل عذبة وردوا إبلها عليها فأنشدت هذه القصيدة: