أما الشيخ محمد بن بليهد فقد قال في كتابه: صحيح الأخبار، وهو يتكلم عن حرب:(لو لم يكن في حرب إلَّا خلَف بن ناحل لكفَاهم بكَرَمِه)(١).
ومما تجب الإشارة إليه هنا أننا لا نؤيد ما كان عليه العرب في الزمن السابق من ممارسة الغزو والسلب والنهب، ولا نتمنى أن تعود تلك الحياة الجاهلية إلَّا أننا نشيد بالجوانب الفاضلة في حياتهم كالشهامة والإيثار والشجاعة والكرم، فها نحن نرى الشيخ خلف علاوة على ما تميز به من تلك الخصال الحميدة، فقد كان مُتَدَيِّنًا شديد التعصب لدينه، تتضح ملامح شخصيته الدينية من خلال تعامله مع الرحّالة النصراني الذي طلب من ابن ناحل أن يوصله إلى القصيم مقابل مبلغ مالي جزيل، إلا أن خلف، لم يقبل ذلك لكنه عرض على داوتي أنه يوصله إلى القصيم بدون مقابل إن هو نطق بالشهادتين، كما سيمر معنا، فنرجو من الله العفو والمغفرة لخلف وأمثاله.
[متى وأين عاش خلف بن ناحل؟]
أما فيما يتعلق بحياة الشيخ خلف بن ناحل، فليس هناك تاريخ مؤكد لتحديد تاريخ ولادته ولا تاريخ وفاته. وكل ما نعرفه أن شيخة خلف بن ناحل كانت على آخر عهد الأمير طلال بن رشيد المتوفى سنة ١٢٨٥ هـ، ثم عاصر شطرا كبيرا من إمارة محمد بن عبد الله الرشيد - من ١٢٨٩ هـ إلى ١٣١٥ هـ. أما وفاة خلف بن ناحل فكانت في حدود سنة ١٣٠٥ هـ تقريبًا.
وكانت أكثر إقامة خلف بن ناحل مع عربانه في نجد، وخاصة المنطقة الواقعة ما بين القصيم وحائل والمدينة. لكن رحلاته التجارية كانت تمتد إلى الشام
(١) صحيح الأخبار عمَّا في بلاد العرب من الآثار، تأليف محمد بن عبد الله بن بليهد ج ٢ ص ١٠٦.