ببناء ثلاث سواقي على ترعة المحمودية لإصلاح الأراضي البور وزراعتها وعدم دفع مال عليها لمدة ثلاث سنوات (١).
[التفصيل عن حروب أولاد علي مع القبائل الأخرى]
أشهر تلك الحروب كانت كلها مع قبائل السعادي وقد أشرنا سالفًا للحروب بين أولاد علي والهنادي في السرد عن قبيلة الهنادي.
[حروب أولاد علي والحرابي في برقة بليبيا]
أولاد علي والحرابي إخوة، فعلي وحرب أبناء عقَّار بن الذئب بن أبي الليل، وقد كانت هناك خصومة كبيرة بين الطرفين منذ نشأة ونماء هاتين القبيلتين قبل ستة قرون وكان النصر دائمًا حليف أولاد علي، وقد استمر الحال على ذلك إلى أن ظهر في قبيلة الحرابي رجل من الأذكياء يُدعى حبيب بن عبد المولى العبيدي، وقد قُتل والده عبد المولى الحرباوي في أحد المعارك بين فرسان أولاد علي وفرسان الحرابي، فرأى حبيب أن ينتقم لوالده فسافر إلى طرابلس الغرب والتمس مقابلة الحاكم التركي ويُدعى محمود، وكان واليًا من قِبَل العثمانيين على طرابلس وقتئذ أي قبل ثلاثة قرون من الزمان، وقدَّم هدية ثمينة إليه وهي عبارة عن جلد رقبة نعامة مملوءة بالذهب، وقد أغرى بهذه الهدية الحاكم، وسأل حبيب عن المساعدة التي يطلبها فذكر له طلبه لمعاونته بعسكر العثمالي ضد أولاد علي، فسأله الوالي كم يطلب عدد الرجال منه؟ فرد حبيب أنه سيضع كتلة خشبية على أحد أبواب سراي الحاكم وتمر عليها الجنود ويدوسونهما بأقدامهم حتى تنكسر؛ وعندئذ يكون العدد الذي مر عليها هو المطلوب، ووافق الحاكم على ذلك وأمر جنوده بالمرور على الكتلة، فمرَّ عليها ستة آلاف جندي مُسلَّح منهم تسعمائة من الخيالة، وبهذه القوة العظيمة فاجأ حبيب أولاد علي بهجوم عنيف في جبهة الجبل الأخضر وهزمهم لعدم تكافؤ القوة، ثم تم الصلح بعد هذه المعركة واتفقا أن يكون
(١) معية تركي دفتر ٣٣ وثيقة ٢٥٦ من الجناب العالي إلى رستم أفندى مأمور نظام نصف البحيرة ٢٨ جماد ثاني ١٢٤٣/ ١٦ يناير ١٨٢٨ م.