للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبنو قُرَّة كانوا في برقة بليبيا قبل غزوة بني هلال عام ٤٤٢ هـ لتونس والمغرب الأوسط (الجزائر) وقد تنازعوا مع لواتة وصنهاجة من قبائل البربر، واستقروا بعد ما تصالحوا معهم ثم تصاهروا وامتزجوا بهم بعض الشيء، وكانت قُرة في الصعيد المصري وبقي منها هناك حتى الآن، وهي من أشد القبائل الهلالية بأسًا وإقدامًا وتاريخهم يشهد لهم، ولم يخضعوا للأشراف الفاطميين في أي شيء وكان تحركهم من شور ذاتهم، فقد أرسل لهم الخليفة الفاطمي جيشًا لتأديبهم وجرِّهم إلى الطاعة وكان على رأس القوة الفاطمية من مصر الفضل بن صالح، فهزمتهم بنو قُرَّة، ثم أرسل الخليفة جيشًا آخر بقيادة علي بن فلاح فتمكنوا منه ولاحقوا فلوله المنهزمة حتى أهرامات الجيزة، ولما عجز عنهم جمع عساكر من البدو من كلب (قُضَاعة) وطيئ (قحطان) وقد أرهقوهم بالغارات ولكن دون جدوى، فاستمر الكر والفر منهم علي بن الجيزة بكل جسارة، فلما يئس الخليفة وضع قوة حراسة علي بن النيل الغربي وأرسل يتودد لماضي بن مقرب زعيمهم وتصالح معه، حتى جاءت باقي هلال فلم يوافقوهم على غزو تونس ومكثوا في ليبيا، حتى جاءت بنو سُلَيْم فتقربوا إليهم وحالفوهم. ويروى أن ماضي بن مقرب أحبَّ أم محمد الشهيرة بالجازية الهلالية أخت سلطان البوادي حسن بن سرحان وتزوجها ورحل مع بعض بني قُرَّة في بني هلال إلى تونس والجزائر، وكانت الجازية تحت الشريف الهاشمي (شكر) وعقب منها محمد، وقد خدعه الهلالية وسرقوها منه ورحلوا بها إلى مصر بعد أن سحبوه معهم في رحلات الصيد بعيدًا عن ذويه، ويقال أنه طلَّقها كما ذكر في رسائله لأخيها بعد أن رفضت العودة إلى الحجاز، وكانت إلى جانب جمالها الفتان داهية من نساء العرب.

(انظر التفصيل عن قبائل بني هلال بن عامر في هذا المجلَّد).

لمحة مبسطة عن قبائل المرابطين في ليبيا (١)

أجمع الباحثون في ليبيا أن أغلب المرابطين هم من ذرية عرب الفتح القادمين مع عبد الله بن أبي السرح وعُقبة بن نافع القرشي ورويفع الأنصاري وزهير بن قيس البلوي، وسبب تسميتهم بالمرابطين يعود إلى الرباط في الإسلام وهو نوع من المباني العسكرية التي يأوي إليها المجاهدون والتي انتشرت في البلاد التي دخلها الإسلام جديدًا، وكان المرابطون ينطلقون منها للذود عن العقيدة الإسلامية، ورجح المؤرخون في ليبيا أن أكثر قبائل المرابطين من بني سُلَيْم بن منصور قبل


(١) نقلًا عن كتاب الأنساب العربية في ليبيا للأستاذ محمد عبد الرازق منّاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>