للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما حصل مع جهينة هو حسن الجوار ثم التحالف. فخمدت قصص الحرب بينهما فضاعت. غير أن هذا كله لم يمنع وقوع وقائع كان بعضها شديد الوطأة حكمها في ذلك حكم ما حدث بين عتيبة وحرب الحليفتين التقليديتين، ومن هذه الأيام:

[١ - يوم السويق - تصغير سوق]

ويقول البعض: يوم سويقة. والسويق وسُويقة في وادي ينبع متجاورتان (١). حدثت هذه الوقعة في منتصف القرن الثاني عشر على وجه التقريب، ولم أستطع معرفة أسبابها غير أنه من الواضح مما سنسوقه من شعر كشاهد أن جهينة استولت على أملاك القُواد (٢) في سويقة فطردتهم فاستنجدوا بحرب، ويظهر أن السبب حمس حربًا حتى اشترك منها خلق لا يحصى حتى أن زبيدًا القاطنين في اليمن في قضاء القنفذة اشتركت في هذه المعركة، فقد روى شخص ذهب إلى اليمن فضاف زبيديًا هناك، وكان المضيف شيخ أعمى فسمع قرعة بندقية سقطت على الأرض فتألم وقال: لا تكسروها، والله لو تكلمت لأخبرتكم بما حدث يوم السويق وهي في يد جدي.

واستمر القتال أيامًا بين حرب وجهينة وقيل أن قبيلة بلي دخلت إلى جانب جهينة، فأحرقت حرب السويق وكان أكبر سوق في ينبع، وكثر القتل وعاد القُوّاد إلى أرضهم سويقة.

ويقول شاعر حرب في ذلك:

جينا إلى مدسوس من بطن ينبع … وردنا ماء شعثاء وأكلنا جنيها


(١) انظر كتاب "على طريق الهجرة" للبلادي.
(٢) ويقال لهم: القواويد، والقواودة، وأحدهم قائدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>