للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولنا ياطا حمادًا وعثعت … وآخرنا ياطا دقاقًا سَفِيَّها (١)

وليا بنات القايدي ينخفننا (٢) … عطاشى لَهَافَى يابسات شِفِيّها

وقلنا لهن حنا لكن دون داركن … بالحرب وإلا ما رجونا جَنِيَّها

وإلا يا طيور الجو قومي تباشري … وخلي سباع الشام (٣) تدني جِرِيَّها (٤)

رمينا لها في بطن ينبع ضيافة … تموت وهي في ضدها (٥) وَاهَنِيَّها

يشبع منها كل عَوْدٍ منحني … وتشبع سباع ماحيات فميَّها

ويظهر أن النساء اشتركن في هذه الحرب كممونات ومسعفات، ذلك أن الخصم - في أعراف البادية - لا يعرض للنساء حتى ولو رآهن يحملن الذخائر والمؤن إلى المقاتلين.

والشاهد قول الجهني:

نُبيِّض (٦) على ثلاث نَبَنْ (٧) يوم حربنا … عليهن من البيضاء ثياب فضايل

منهن سقياتنا يوم حربنا (٨) … عذيات (٩) ما يا طَنّ قيلًا وقايل

منهن من نرسلها بالملح (١٠) بيننا … نرسلها بسهوم المنايا رسائل (١١)


(١) كناية عن الكثرة.
(٢) ينخننا.
(٣) الشام عندهم: كل جهة الشمال، كما أن اليمن كل جهة الجنوب.
(٤) جريها: جراها، جمع جرو، وهو ابن السبع أو الكلب.
(٥) ضدها: في اصطلاحهم مثلها، فهم يقولون - مثلًا: إن فلانًا ضد فلان أي مثله وليس خصمه.
(٦) نُبيِّض: أي نقول لهن: بيض الله وجوهكن. وهي دعاء بالنقاء والطهر، فهم يقولون: فلان أبيض الوجه، أي ذو وفاء وبر. وفلان أسود الوجه. أي ذو مكر وخديعة.
(٧) نبن: ظهرن وبرزن.
(٨) تكرار القافية بلفظ واحد من عيوب الشعر عند البادية.
(٩) عذيات: شريفات نقيات بعيدات عن القول والقيل.
(١٠) الملح هنا: المراد به ملح البارود.
(١١) القصيدتان في منحاهما الهلالي ومبناهما ركيكتان ولكنهما شاهدتان، تاريخيتان.

<<  <  ج: ص:  >  >>