إلى الشيخ ويأخذ منه فنجان القهوة ويقول له أنا أشرب فنجان الفارس فلاني الفلان، وعندما يتقابلون في أرض المعركة فمن الطبيعي أن يخرج فارس هؤلاء القوم المشهور فيخرج له الذي شرب فنجانه، وبعد ذلك تبدأ المبارزة. وكانت القبائل تستخدم الرماح والشلف وكذلك السيف ثم البنادق عندما ظهرت في الجزيرة العربية فاستخدموا منها أم فتيل، وأم صمع، وأم تاج، ثم أم خمس، وتطلق خمس رصاصات، فعندما استخدمها العرب كانوا يقولون إذا كان عددهم يصل إلى أربعة، نحن عشرون رجلا، فبذلك يشجعون أنفمهم؛ أي أن كل واحد من هؤلاء الأربعة يستطيع أن يطلق خممس رصاصات فكل رصاصة بقوة رجل، وبذلك يصبح عددهم عشرين رجلا. وهناك طريقة القتال للمقاتلين الراجلة، فإنهم يكمنون في متاريس تعرف بالمحاجي فيطلقون من ورائها الرصاص على أعدائهم. والفرسان في ذلك الوقت لا يركبون خيولهم عندما يغزون بل يركبون الإبل حتى يصلوا إلى أرض المعركة فينزلوا من على الإبل ويركبوا على ظهور خيولهم، وذلك حتى لا تتعب خيولهم من السير في الصحراء وخلال مسيرهم إلى أرض المعركة يرافقهم عدد من الرجال يعرفون باسم الزماميل وواحدهم زمال، وهو الذي يعتني بخيل الفرس من مشرب ومأكل، فهو يمشي على رجليه ممسكا برسن الفرس حتى وصولهم إلى أرض المعركة، وليس لكل فارس زمال يتبعه بل كبارهم، أما غالبية الفرسان فهم يربطون الفرس بالهجن التي يركبونها حتى يصلوا الموقع، وفي أرض المعركة يقوم الفرسان بامتطاء صهوات خيولهم بدون سروج وذلك ليسهل عليهم المراوغة ويستخدم الفرسان الدروع والخوذة ويسمونها (الطاسة) وغالبا ما يحصلون عليها من الحكام فالقليل منهم كان يستخدمها.
موقعة بنيان (١):
وقعت هذه المعركة في عام ١٣٠٥ هـ/ ١٨٨٥ م في مكان يعرف ببنيان وهو عِد ماء مشهور، ويقع في جنوب غرب إمباك وشمالي الوسيع جنوب الأحساء، ودارت بين بني هاجر وقبيلة أخرى، وعندما اشتد النزاع بينهم والتقى الجمعان في بنيان انتصرت بنو هاجر في هذه المعركة. وقد سجل شعراء بني هاجر هذه