صاحب الصفات الحميدة والآراء السديدة علمًا فاضلًا سياسيا جمع ما بين الدين والدنيا عسى أن يجود الزمان بمثله، كان رحمه الله تاجرًا من كبار العقيلات وأمرائهم له علاقات قوية بأهالي الشام ومصر، عينه الملك عبد العزيز سفيرا في أوائل الأربعينيات الهجرية ثم سفيرا لبلاده بمصر الذي مكث بها أكثر من ثلاثين عامًا متتالية، وكان الملك عبد العزيز بقدره كثيرًا ويأخذ بمشورته، ولد هذا العلم بمدينة بريدة سنة ١٢٧٥ هـ وينحدر من عائلة عريقة لا تخفى على أحد "آل فوزان" أمراء الشماسية، ومن مؤسسيها وهم يرجعون إلى الوداعين أحد بطون الدواسر، وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم على يد علماء بريدة آل سُلَيْم وغيرهم، وتابع تحصيله بالرياض على يد المشايخ من آل الشيخ، ثم سافر للهند وقرأ على الشيخ نذير حسن عالم المسلمين في ذلك الوقت حتى صار عالمًا وخطاطا لا مثيل لخطه يرحمه الله، كتب بخطه الجميل عدة كتب قيمة وأسس مكتبة في بريدة واشتهرت في ذلك الوقت، طبع لها مئات الكتب وأرسلها من مصر ضمن هذه المكتبة إلى مكتبة بريدة، وللشيخ فوزان أياد بيضاء في تعمير المساجد والمساهمة في أعمال الخير لأنه صاحب كرم وشهامة قد جعل من داره بمصر مَضَافة للسعوديين القادمين لها والمقيمين فيها، وكان يتفقد أحوال الرعايا بنفسه ويحرص على قضاء حاجاتهم.
عمل على توطيد العلاقات بين المملكة وبين مصر حيث إنه محبوبا لدى ملوكها، ويشفون به وفي عام ١٣٧٣ هـ انتقل هذا الجواد إلى جوار ربه وهو على رأس العمل بالقاهرة عن عمر يناهز الثمانية والتسعين عامًا قضاها في خدمة بلده. ومن عائلته اللواء سابق الفوزان قائد سلاح الحدود بالغربية سابقًا، ومن هذه العائلة برز العديد من المشاهير من علماء وأدباء وشعراء ورجال مال وأعمال منهم الأمير الشاعر / فيصل بن راشد الفوزان وأبنائه، والوجيه الشاعر/ راشد بن فوزان، والشاعر / محمد بن فوزان، والأمير سليمان علي الفيصل، والسفير صالح السليمان الفوزان وإخوانه، والوجيه عبد الله بن فوزان العثمان وابنيه، ورجلا الأعمال المعروفين محمد العبد الله الفوزان وأحمد العبد الله الفوزان صاحبا جاه ومعروف ولهما مساهمات في تحسين بريدة.