[الحجاز ونجد قبل خروج بني رشيد لمصر والسودان وأريتريا]
كانت جزيرة العرب في القرن التاسع عشر الميلادي قبل هجرة بني رشيد لمصر والسودان وأريتريا تسودها فوضى الحكام والأمراء ويعمها التدهور الديني والفقر والغلاء والجفاف والتصحر وكانت الحروب بين القبائل والنهب والسلب الحرفة الرئيسية لبعض القبائل وسلب الحجاج وأخذ صُرّة مالية من الحجاج مقابل حمايتهم.
كل هذه الأسباب تجعل جزيرة العرب في حاجة إلى توحيدها وإلى رجل قوي يحقق هذه الأمنية.
لم يكن ذلك إلا بميلاد صقر جزيرة العرب وموحدها الملك عبد العزيز آل سعود الذي ولد ١٢٩٧ هـ الموافق ١٨٨٠ م.
ولقد كانت هناك عدة أسباب لهجرة بني رشيد من جزيرة العرب منها اختلاف الحكام ومحاربة بعضهم البعض. حرب الشريف سعد بن زيد والشريف عبد الكريم بن محمد والتي انتصر فيها الشريف عبد الكريم عام ١١١٦ هـ. وكذلك الشريف سرور بن مساعد الذي نصّبه الأتراك واستعمل التهديد مع بني رشيد مما جعل بني رشيد تقف مع الجيش السعودي (أيام الدولة السعودية الأولى) ضد الأشراف، وفي عام ١٢٦٩ هـ ينتصر عائض بن مرعي أمير عسير ومعه بني رشيد، وكان بقيادة الشيخ سليم ابن الشيخ سالم العويمري الرشيدي. كانت هذه القوات تتبع القوات السعودية، والقوات المحاربة هي القوات التركية التي أرسلها عباس باشا والي مصر لإخضاع الحجاز وأهل عسير، وكان النصر حليف القوات السعودية. وبعد هذا الانتصار يتم التشديد على بني رشيد في الجهة الشمالية لجدة حتى الوجه على الساحل، وكان ذلك في عهد الشريف عبد المطلب بن غالب والي مكة، والذي في عهده انحدرت العلاقات بين بني رشيد والأشراف إلى الدرك الأسفل نسبة لمساعدة بني رشيد للجيش المسعودي ضد الأتراك.
وأرسل الشريف عبد المطلب بعض شيوخ القبائل لأخذ الإبل من بني رشيد وتسليمهم له ولم تفلح حملته، ويقول شاعر تلك القبائل أمام الشريف: