للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما كانت تتكون من الذرة والمنسوجات والأواني النحاسية. وقد قدر وليم هودجسون Hodgson ضرائب جمرك دراو باعتبارها سوقا تجاريا هاما ومستقرا للعبابدة بعشرة آلاف دولار في عام ١٨٣٣ (١).

وقد ظل العبابدة محافظين على امتياز النقل عبر الطريق ما بين مصر والسودان حتى إنشاء خطوط السكة الحديدية ما بين حلفا والخرطوم حيث فقد العبابدة الأموال التي كلانت تجبى نظير حراسة ومرافقة القوافل المارة بالطريق فتفرقوا في أنحاء مصر والسودان.

[العبابدة والثورة المهدية]

لعب العبابدة دورا بارزا في حوادث الثورة المهدية منذ اندلاعها وحتى استرداد السودان. وقد بدأ هذا الدور من خلال زعيمهم ومدير بربر حسين باشا خليفة ورجال العبابدة، ثم بدأ هذا الدور يتعاظم بوصول غوردون إلى بربر في ١١ فبراير عام ١٨٨٤ وتطور الأحداث التي أفضت إلى انتصارات المهدي ثم بداية مرحلة جديدة فيما بعد للقضاء على دولة المهدية وبداية استرداد السودان.

ولقد بدأت الثورة بتحقيق انتصارات عظيمة حيث أباد المهدي تجريدة هكس باشا في شيكان في الخامس من نوفمبر عام ١٨٨٣، وأصبح الاستيلاء على الخرطوم مسألة وقت. كذلك فقد رسخت أقدام المهدية في شرقي السودان وأبيدت جيوش الحكومة المصرية في سنكات وطمانيب، كما كانت كسلا محاصرة. أما في الجزيرة بين النيل الأبيض والنيل الأزرق فإن صهر المهدي ود البصير قد أحرز عدة انتصارات. هكذا كانت حالة البلاد عند وصول غوردون إلى بربر - معقل العبابدة - في فبراير عام ١٨٨٤ (٢).

ومنذ هذا التاريخ بدأ دور العبابدة - بشكل مباشر - في أحداث الثورة المهدية حيث أرسل غوردون، وهو في أسيوط، رسالة إلى حسين باشا خليفة مدير


(١) تقرير وليم هودجسون (١٨٣٤) كما ورد بكتاب د. محمد فؤاد شكري: بناء دولة، مصر محمد علي. ص ٢٨١.
(٢) سلاطين باشا: السيف والنار في السودان. تعريف جريدة البلاغ، ١٩٣٠، ص ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>