للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وجه اللوم الشديد إلى الشيخ حسين خليفة على ذلك الإهمال الذي أدى إلى وقوع حوادث النهب والقتل محذرين ومنذرين من وقوع مثل ذلك مستقبلا (١).

ومن الجهود التي بذلتها الحكومة في هذا السبيل حفر الآبار لما لها من أهمية بالغة في هذه الصحراء القاحلة الخالية من المياه. وقد نبه الحكومة إلى ذلك مشايخ العربان في هذه المنطقة أمثال العبابدة وغيرهم وغيرهم الذي حضروا إلى مدير دنقلة وبربر لاستكشاف هذه الآبار. ولما كان إسماعيل يعني بهذه الناحية ولديه هيئة أركان حرب في الجيش تقوم بهذه المهمة فقد طلب إعداد واستغلال هذه الآبار وعددها سبعة آبار بعضها عذب وبعضها مالحة تقع جميعها على طول الطريق ما بين أبي حمد (بالسودان حاليا) حتى الرديسية بأسوان (٢).

ومن الجهود التي يمكن الإشارة إليها قيام الشيخ حسين خليفة شيخ العبابدة ومتعهد الطريق بفتح طريق قصير وآمن من كرسكو إلى أبي حمد حيث كانت القافلة الصغيرة تقطعه في مدة من ٨ - ١١ يوما، كما قام بتنظيف وإعداد آبار (مرات) العذبة، وقام ببناء مركز حصين للقوافل عند أبي حمد ضد هجمات البشاريين التي هددت طريق التجار والتجارة (٣).

ولم يقتصر دور العبابدة في التجارة ما بين مصر والسودان على مهمة الحراسة والدلالة فحسب ولكنهم شاركوا بقدر في هذه التجارة. فقد صدر العبابدة الجمال إلى أسواق مصر ولا سيما سوق دراو الشهيرة، خصوصا إذا علمنا أن فروعا وأكداد كثيرة من الحبابدة تعيش في دراو وما حولها. ففي هذه السوق تعرض إبل العبابدة والبشارية والرشايدة الذين يقيمون حول العطبرة وكسلا.

كذلك فقد تاجر العبابدة قي السنامكة والفحم النباتي ونقلوه إلى أسوان وقنا وموانئ البحر الأحمر. وكانوا يقومون بشراء حاجياتهم من سوق دراو والتي غالبا


(١) نفس الوثيقة.
(٢) Hill: op.cit .. p .٥٩.
(٣) محمد رياض المرجع السابق. ص ١٦

<<  <  ج: ص:  >  >>