ويفيد تقرير مؤرخ في ٢٧/ ١/ ١٢٤٩ هـ أن الشيخ وصل بن عامر قد ثار على دولة محمد علي التي عَيَّنَت ابن أخيه سعد بن جزا بمنصب شيخ مشايخ حرب.
غير أن الدولة سرعان ما اختلفت مع الشيخ سعد بن جزا، مما أدى إلى تدهور الأوضاع واستمرار الشيخ سعد في ثورته حتى سنة ١٢٥٦ هـ، كما سيمر معنا.
ويظهر من سياق الأخبار التاريخية الموثقة لقبيلة الأحامدة أن الشيخ توفي في حدود سنة ١٢٥٠ هـ، وبفيد أحفاده أن أتباع محمد علي دبَّروا مقتله.
[الشيخ سعد بن جزا]
وهذا الشيخ هو الذي اشتهر باسم ابن جزا، وكثير من العوام إلى عصرنا هذا ينسبون إليه القصص التاريخية، فيقول: فعل ابن جزا،. . . وهم لا يعرفون اسمه، ولا يدركون تاريخ شيخته، وإنما ينسبون إليه ذلك بسبب شهرته!
ويبدو من الوثائق التاريخية أن سعد بن جزا خلف عَمَّه وصل بن عامر في مشيخة الصميدات بترتيب من محمد علي باشا، لكنه ما لبث أن صار له شهرة كبيرة في قبيلة الأحامدة خصوصًا وقبائل ميمون عمومًا، فأصبح أكبر شيوخ ميمون ولكن مع بقاء الشيوخ الآخرين في مكانتهم في قبائلهم وديارهم، وذلك أن سياسة محمد علي باشا كانت تقوم على تعدد المشيخات لإضعافها عن طريق زرع الخلافات والدسائس بينها!
وقد مكث الشيخ سعد بن جزا فترة قياسية طويلة في المشيخة تمتد إلى أكثر من أربعين عامًا مما جعل تاريخه حافلًا وذكره بارزًا في تاريخ قبائل حرب في الحجاز، وأدى إلى شهرته وشيوع صيته.
وقد نشر مؤلف كتاب:(وثائق الدولة السعودية الأولى في عصر محمد علي، ترجمة الخطاب المرفوع من سعد بن جزا إلى محمد علي في ٢٧/ ١/ ١٢٤٩ هـ (١٦/ ٦/ ١٨٣٣)، لكن المؤلف وهو د. عبد الرحيم عبد الرحيم وقع في أخطاء كبيرة لعدم معرفته بشيوخ القبائل العربية، ومن تلك الأخطاء على سبيل المثال ما يلي: