قصائد نبطية لشاعر الطوَّرة الكبير سليمان حمدان الزيت القراشي - رحمه الله
الأولى قالها بعد هجرة البدو بعد عام ١٩٦٧ م وقال فيها:
لي وطن عييت أنسى وداده … وبيوت ظلت على العوالي أمبناه
الأوله من مكة بلاد العباده … والثانية بسيناء بوادي المناداه (١)
جينا بظلام الليل منها شراده باطفال … والجيد اللِّي سلم بالزاد واغطاه
والنسوان تمشي مفاده … ما زهدنا العمر والموت ردناه
والطير يشكي لو تفرَّق ولاده … والله يعلم كل ضمير ومشكاه
فيه طبيب إن عالج الجرح زاده … وفيه طبيب إن عالج الجرح داواه
شكواتنا لله وحده انفراده … سريع في زوال الصعوبات برضاه
يطوي السما مولاك طي البجاده … وتلقى الجبل كالعهن عاليه وادناه
والله يوم الحشر يسأل عباده … كتاب ينشر حق والناس تقراه
في يومٍ المظلوم يأخذ سداده … اللي كم قاصر تحداه
في يوم ما تنفع فيه الجحاده … في يوم لا مولود يجزي عن أباه
والويل للَّي جاب لله انداده … يهز رأسه والمخاليق تنهاه
واللي انقتل انتصر في الجهاده … والصابر اللي فوض الأمر لله
في جنة الرحمن ليهم وهاده … وليهم ثمر موجود طرَّاح وجناه
وكأس عن قلبك يزيل النكاده … يشفي جميع الغل ويروي الظما ماه
وحور من كل الجوانب توادى … وجود ربك ما مخاليق تحصاه
رضوان يا مرحبا ويا خلاده … مليون ترحيبة ومليون تهناه
طبتم سكنتوها ونعم المجاده … وليكم نعيم ما شافت العين رؤياه
لا فيها حسد ولا بيها حقاده … ولا كَبر يسطي على القوس يحناه
(١) وهنا يقصد الشاعر أن موطنه بسيناء كان الوادي المقدس طوى وهو مُكرَّم بعد أرض الحرم الشريف.