للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت قيادة حرب عند ابن نحيت شيخ مزينة. وكافت في أول هذا القرن الرابع عشر، ويقال أن القتل كثر فيها وكانت الغلبة لحرب. وفيها يقول شاعر حرب:

يرعون من عَبْلهْ إلى حلِّيت … وشُبَيْرمه يردونها (١)

لعيون نوره بنت ابن نحيت … اللي غشانا نورها

وقيل في سببها:

تراودت قبيلتا عتيبة وحرب، فقالت عتيبة: نصَبِّح حربًا في وادي الرَّمة ونحتله منهم. فقالت حرب: بل نقصر عليكم الطريق ونصَبِّحكم في وادي الرشاء. فصبَّحتهم حرب، وشق الحربيون بيت ابن حميد. وتسمى المعركة أيضًا "شقة بيت ابن حميد" فانهزمت عُتيبة. ويقول الجملاء من حرب إنهم هم الذين شقوا بين ابن حميد، وأخذوه بعد ذلك. ولهذه المعركة شهرة في نجد والرواية فيها متطابقة من القبيلتين؛ لأن البادية لا زالوا يعتبرون أن من الفضائل والرجولة الاعتراف للخصم بفعله.

[٤ - غزوات ناهس الذويبي]

ويروي هندي بن ناهس الذويبي الذي توفي قبل سنوات، عن أبيه ناهس أنه غزا عتيبة أربعين غزوة كلها يرى منها المشف: جبل أسود يرى من الدفينة في الجنوب الغربي. ما انهزم في واحدة منها. وسمى ناهسًا "لوفان" لكثرة غزوه ولوفه للقبائل المجاورة.

والحديث عن أيام القبائل وتتبعها يطول ولا بد أن ما خفي علينا أكثر بكثير مما ظهر. ولكن الجدير ذكره هنا أن قبيلتي عتيبة وحرب ظلت رغم ذلك صلاتها ودية ولا تزال.


(١) أماكن من نجد قرب ضرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>