للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ك ريم بن عفيف الخثعمي

هو كريم بن عفيف من بني عامر بن شهران ثم من قحافة، كان من أنصار عديّ بن حجر، أبلي معه بلاء حسنًا في حروبه ضد رياد بن أبي سفيان أحد ولاة معاوية بن أبي سفيان، ولما تمكن زياد بن أبي سفيان من الغلبة على حجر بن عدي وأصحابه ألقي القبض على عدي بن حجر ورؤوس أنصاره وقتل منهم من قتل وأرسل بعضهم إلى معاوية وكان منهم كريم بن عفيف الخثعمي، قال له زياد لما أتي به: ما اسمك، قال: كريم بن عفيف فقال: ويحك ما أحسن اسمك واسم أبيك، وأسوأ عملك ورأيك! قال: أما والله إن عهدك برأيي لمن قريب" (١). ولما دخل على معاوية، قال: الله الله يا معاوية، فإنك منقول من هذه الدار الزائلة إلى الدار الآخرة، ثم مسؤول عما أردت بقتلنا وفيم سفكت دماءنا، فقال معاوية: ما تقول في علي قال: أقول فيه قولك، قال: أتبرأ من دين علي الذي كان يدين به فسكت وكره معاوية أن يجيبه (٢)، فطلبه شمر بن عبد الله القحافي من معاوية فأجابه لذلك غير أنه بسه شهرا ومنعه من دخول الكوفة فرحل إلى الموصل وتوفي قبل معاوية بشهر (٣).

ربيعَةَ بن أبي شداد الخثعمي

كان من فرسان خَثْعم وشجعانها المشهورين، أبلى بلاء حسنًا مع علي بن أبي طالب، حمل راية خَثْعم في موقعة الجمل وصفين والنهروان. قال الطبري: ولما خرجت الخوارج من الكوفة أتي عليًّا أصحابه وشيعته فبايعوه وقالوا: نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت فجاءه ربيعَةَ بن أبي شداد الخثعمي - فقال: بايع على كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال ربيعَةَ: وعلى سنة أبي بكر وعمر، فقال له علي: ويلك لو أن أبا بكر وعمر عملا بغير كتاب الله وسنة رسول الله لَمْ يكونا على شيء من الحق فبايعه، فنظر إليه علي، وقال: أما والله لكأني بك،


(١) المصدر السابق، ج ٥، ص ٢٨٦.
(٢) الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج ٥، ص ٢٧٦.
(٣) المصدر نفسه، ج ٦، ص ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>