قسَّم عارف العارف في القضاء بين البدو عشائر الترابين كالتالي:
(١) غوالي أبو ستة: وحمايلها الستوت والتوالخة وشوبان وطعيمات وعالات وغرباء، وقد عُرف من الستوت أحمد بن صقر أبي ستة الذي نفته الحكومة العثمانية إلى الأناضول (تركيا) بسبب إيوائه أحمد عارف الحسيني - رَحِمَهُ اللهُ - مفتي غزة ونائب فلسطين في مجلس النواب العثماني، وقد أعدمه جمال باشا مع ولده مصطفى بتهمة اشتراكهما في الحركة العربية.
قلت: يؤكد الباحثون أن لقب أبو ستة قد ظهر في بداية القرن الثامن عشر حوالي ١٧٣٥ م وقد أُطلق على فارس شجاع مشهور كان يلازمه ستة من العبيد أو الحرس ولا يفارقونه ليل نهار، فإذا رآه النّاس قالوا "هذا أبو ستة".
وقد أنشأ ظاهر العمر الزيداني - الشيخ البدوي - أول دولة فلسطينية في القرن الثامن عشر، وامتد نفوذه من موطنه في سهل البطوف إلى فلسطين كلها إلى نهر الأردن وغزة، وتحالف مع علي بيك الكبير من المماليك حاكم مصر، وقد ساعدته قبيلة الصقر (١) المعروفة في بيسان والتي ينتمي إليها أبو ستة - على بسط نفوذه ونشر الأمن والاستقرار في تلك البلاد، إلَّا أن الصقر أرادوا نهب الفلاحين، فحاربهم أبو ستة - رغم أنهم قومه وعشيرته في منطقة المنسي فهاجر قسم منهم إلى الجنوب عام ١٧٣٥ م، وهناك قول أن أبي ستة هاجر بسبب جناية إلى غزة ثم تزوج من قبيلة الترابين ودخل فيهم وأصبح من زعمائهم هو وأولاده على مر الأجيال.
ويرى أوبنهايم الألماني أن أبي ستة من الصقر من فرع الملاك، وقد ذكر اسم ١٦ جدًّا للشيخ حسين دهشان أبو ستة منها ٨ من أبي ستة و ٨ من الملاك (الصقر)، وكان أوبنهايم قد تعمق في دراسة القبائل في شمالي وجنوب فلسطين.
ومهما يكن، فالثابت أن أحمد هو الجد المعروف لأبي ستة ووالده يرجح نسبه إلى أبي ختلة الذين كانوا جزءًا من أبي ستة حتى الحرب العالمية الأولى، وقد توفي أحمد قبيل حملة إبراهيم باشا (عام ١٨٣١ - ١٨٤٠ م) وتولى مكانه ابنه
(١) الصقور ذهب بعض الباحثين في فلسطين أنهم من سلالة المقداد بن عمرو البهراني من قبيلة بهراء القضاعية.