للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دهشان الأول الذي كان حكيما، فزرع الأراضي واستوطنها، وحل الخلاف بين عائلتي الأسطل والأغا على أرض السطر وقال: "هذه للأغا وهذه للأسطل وموجات البحر لي"، وقد ثار أهالي فلسطين على إبراهيم باشا عام ١٨٣٤ م بعد استقبال ودي لرغبته في تقييد الحريات والتجنيد لجيشه، وكانت السلطة على فلسطين بيد شيوخها، وهم أحرار على أرضها يدافعون عنها بمحض إرادتهم، وبطش إبراهيم باشا بالجبارات، لكن حملته فشلت وعاد إلى مصر بثلث جيشه، وكان لدهشان الأول أخ اسمه حسين اشتهر بشجاعته وشراسته وقامته الجديدة فكان يقود الترابين في الحروب، كما قال جيمس فن القنصل الإنجليزي في القدس عام ١٨٥٣ م.

وفي معركة الشوبك عام ١٨٤١ م اشترك صقر بن دهشان في القتال وعمره لا يزيد عن ١٦ عامًا، وأصبح فيما بعد عقيدا للترابين وشيخًا مشهورًا، وعندما تحالف السواركة مع الجبارات على مهاجمة الترابين وإخراجهم من أراضيهم، جنَّد صقر لهم ثلاثة جيوش من البر والبحر والثالث بقيادته في الوسط، والتقوا عند الخروبة في موقعة المكسر وأبادوا أعداءهم.

وفي عام ١٨٦٥ م كان سالم أخي صقر عائدًا من مصر فقتله المعَّازة ونهبوا تجارته، فجرَّد عليهم صقر حملة وطاردهم في الشرقية والجيزة إلى مغاغة ومزقهم، وأثناء عودته احتفى به شيوخ القبائل خصوصًا عمدة قبيلة الطميلات، وعندما اشتكى المعَّازة للخديوي إسماعيل، سجن عمدة الطميلات، فلما علم صقر بذلك عاد إلى مصر مع عمه حسين وشيوخ الترابين، وقابل الخديوي وقال: ها آنذا، أطلق سراح هذا الرجل فإنه بريء فقال الخديوي: ألا تخاف على حياتك؟ لماذا جئت إلى هنا؟ قال أبو ستة: لئلا يقولون أهل الوفاء ماتوا"، فقال الخديوي: وأنا عفوت عنك حتى لا يقولوا أهل الكرم ماتوا"، وأقطعه ألف وخمسمائة فدان معظمها في أكياد مركز فاقوس بالشرقية، وترك صقر ابنه حماد في مصر لرعاية تلك الأراضي ولكنه بدّد معظمها وعاش حياة الباشوات.

وعند وفاة صقر عام ١٨٩٠ م ومطاردة الأتراك لابنه دهشان لجأ إلى الزبن من الصخور في شرق الأردن وحارب معهم، فانتصر على أعدائهم، وعرضوا

<<  <  ج: ص:  >  >>