للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفصيلات أخرى عن بني هلال وبني سُلَيْم وغيرهم ممتدة الأثر إلى اليوم

ولقد عقد ابن خلدون في الجزء السادس من تاريخه فصلا طويلا (١) في قدوم بني هلال وبني سُلَيْم في أواسط القرن الخامس الهجري وانتشارهم في مختلف أنحاء المغرب الأقصى والأوسط وفيما كان من قبائل عربية مستقرة في هذه الأنحاء قبل قدوم بني هلال وبني سُلَيْم وبعده وفي سيرتهم وما كان لهم من حيز كبير.

ونقتبس منه فيما يلي ما يتصل بانتشارهم وتوزعهم وفروعهم في عهده والحقبة السابقة.

ولقد مهد المؤرخ فقال: إن بني هلال وبني سُلَيْم اقتسموا بلاد إفريقيا - وهذا التعبير كان يعني خاصة إقليم تونس ويمتد أحيانا إلى أطراف ليبيا شرقا والجزائر غربا - فكان لزغبة من بني هلال طرابلس وما يليها ولمرداس بن رياح من الهلاليين أيضًا باجة وما يليها، ثم اقتسموا البلاد ثانية فكان لبني هلال من تونس إلى المغرب - أي الأقصى - وقد غلبوا زناته وصنهاجة على كثير مما في أيديهم وأصاروهم عبيدا وخدما، وكان منضما إليهم جماعات من فزارة وأشجع وعقيل والمعقل وجُشَم، غير أنهم كانوا مندمجين فيهم ويعدون منهم.

ثم بعد هذا التمهيد أخذ يذكر فروعهم في نبذ خاصة هذه ملخصاتها:

١ - الأثابج (٢): هم الأكثر عددا والأوفر قُوة من الهلاليين، وقد توزعت فروعهم في المغربين الأوسط والأقصى، وهم الآن - أي في أواخر القرن الثامن الهجري الذي كتب المؤرخ فيه كتابه - بطون كثيرة منها بنو محمد بن كرفة ويعرفون بالكلبية وأولاد شهيب ويعرفون بالشبه وأولاد صبح ويعرفون بالصبحة وأولاد سرحان ويعرفون بالسرحانية ومواطنهم في جبل أوراس مما يلي زاب تهودا وأولاد دريد وأولاد نابت بن فاضل، وبنو محمد ظواعن جائلة في القفار تلقاء مواطن أولاد نابت، أما باقيهم فإنهم اتخذوا المدن والآطام وقعدوا عن النجعة والظعن.


(١) ص ١٢ - ٨٨.
(٢) ص ٢٢ - ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>