يروي القناص وهو من ثقاة الرواة أن مُطَيْر في مصر جدهم (عطا) ويقال لهم بني عطا في مصر، وفعلًا هذا القول صحيح لما رواه غيرهم من جميع عربان مصر وكذلك ما ورد في تواريخ بدائع الزهور في وقائع الدهور عن تواريخ البلاد المصرية وسوف نورد نصوصًا منها في موضعه تباعًا، ويؤكد أن عطا من نسل الصحابي حاطب بن بلتعة القحطاني، وإذا حللنا هذا الكلام يمكن أن نرجح أن مُطَيْرًا في مصر من فرع بني عطا وهم من سلالة قحطانية انضمت إلى مُطَير في مدة زمنية قديمة وحسبوا ضمن عربان مُطَير، والمعروف أن قبائل مُطَير الآن خليط من عناصر عدنانية وقحطانية ولكن أغلبها من بني عبد الله بن غطَفان من قَيس عَيلان العدنانية، ونورد قصة حاطب والسبب الخفي في نزوح ذريته من نواحي المدينة ومكة بعد فترة قصيرة من وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى نجد وانضمامهم إلى مُطَير أو إلى بني عبد الله من غَطَفان في تلك الديار النجدية كما نستنتج من الرواة.
[قصه حاطب بن بلتعة من سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن هشام المعافري اليماني]
نسب حَاطب بن بَلتَعة (١):
هو من لَخْم القحطانية، ولَخْم هو مالك بن عدي أخي جُذام بن عدي، وعدي هو ابن الحارث بن مرة بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان من عرب بلاد اليمن.
وملخص قصة حاطب أحد أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قبيل فتح مكة وبعد أن نقضت قريش عهدها مع الرسول وساندت بني بكر من كنَانة ضد خُزَاعة وقد استنجدت الأخيرة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لما لها معه من الحلف والميثاق أَو العهد والوعد سواء من منهم مسلمين أو غير مسلمين، قرر النبي - صلى الله عليه وسلم - المسير إلى أم القرى (مكة المكرمة) بغتة أو خفية حتى لا يعلم كفار قريش ومن عاونهم من كِنَانة العدنانية بمسيره لفتح مكة، وهذا حرص منه - صلى الله عليه وسلم - على عدم إراقة مزيد من الدمَاء العربية من
(١) وكان حاطب ضمن من أرسلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جريج مقوقس مصر.