فيا قبر عمرو جاد أرضًا تعطفت … عليك ملث دائم القطر مرزم
تضمنت جسما طاب حيا وميتا … فأنت بما ضمنت في الأرض معلم
فلو نطقت أرض لقال ترابها … إلى قبر عمرو الأزد حل التكرم
إلى مرمس قد حل بين ترابه … وأحجاره بدر وأضبط ضيغم
إلى أن يقول:
لقد هدم العلماء موتك جانبا … وكان قديمًا ركنها لا يهدم
وقال الهدم:
لقد ضمت الأثراء منك مرزا … عظيم رماد النار مشترك القدر
حليما إذا ما الحلم كان حزامة … وقورا إذا كان الوقوف على الجمر
إذا قلت لم تترك مقالا لقائل … وإن صلت كنت الليث يحمي حمى الاجر
ليبكك من كانت حياتك عزه … فأصبح لما بنت يغضي على الصغر
وقال عتيك:
برغم العلى والمجد والجود والندى … لواك الردى يا خير حاف وناعل
لقد نال صرف الدهر منك مرزأ … نهوضا بأعباء الأمور الأثاقل
يضم العفاة الطارقين فناؤه … كما ضم أم الرأس شعب القبائل
ويسرو دجى الهيجاء مضاء عزيمة … كما كشف الصبح أطراف الغياطل
ونسنهزم الجيش العرمرم باسمه … وإن كان جرارًا كثير الصواهل
ويمضي إذا ما النقع مد رواقه … على الروع وأرفضت صدور العوامل
[٤ - سواد بن قارب الدوسي]
ك ان سواد بن قارب من أعلم أهل وقته، وأشهرهم في الكهانة والشعر، وأطولهم باعا في جميع المكارم (١) وكان له مقام رفيع في دوس، وقد اشتهر في الإصابة في التعبير، ويقال أنه خرج خمسة نفر من طيئ من ذوي الحجا والرأي وهم برج بن مسهر، وأنيف بن حارثة، وعبد بن سعد بن الحشرج أبو حاتم طيئ،
(١) الآلوسي - بلوغ الأدب في معرفة أحوال العرب - ج ٣ - ص ٢٩٩.