للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليمان (*) بن أبي دباكل الخزاعي

شاعر إسلامي عاش في العصر الأموي، وعاصر الشاعر الأحوص بن محمد الأنصاري، ولكنه قليل الشعر أوضاع شعره، وذكرت له قصيدة كانت لها مناسبة. قال عبد اللَّه بن عمَّار بن ياسر: خرجت أنا والأحوص مع عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، إلى الحج، فلما كنا بقُدَيد قلنا لعبد اللَّه بن الحسن: لو أرسلت إلى سليمان بن أبي دُباكِل الخزاعي فأنشدنا من رقيق شعره، فأرسل إليه فأنشدنا قصيدة له يقول فيها:

يَا بِيت خَنْسَاءَ الَّذِي أَتَجَنَّبُ … ذَهَبَ الزَّمَانُ وَحُبُّهَا لَا يَذْهَبُ (١)

أَصْبَحْتُ أَمْنَحُكَ الصُّدودَ وَإِنَّنِي … قَسْمًا إِلَيْكَ مَعَ الصُّدودَ لِأُجَنِّبُ (٢)

مَالِي أَحْنُّ إِذَا جَمَالُكِ قَرَّبَتْ … وَأَصُدُّ عَنْكِ وَأَنْتَ مِنِّي أَقْرَبُ (٣)

لِلَّهِ دَرَكٌ! هَلْ لَدَيْكِ مِعْوَّلٌ … لمُتَيَّمٍ أَمْ هَلْ لِوَدِّكَ مَطْلَبُ (٤)

فَلَقَدْ رَأَيْتُكَ قَبْلَ ذَاكَ وَإِنَّنِي … لِمُوَكِّلٍ بِهُوَاكَ لَوْ يَتَجَنَّبُ (٥)

إِذْ نَحْنُ فِي الزَّمَنِ الرَخيّ وَأَنْتُمْ … مُتَجَاوِرُونَ كَلَامُكُمْ لَا يُرْقُبُ (٦)

تَبْكِي الحَمَامَةُ شَجَوْهَا فَتُهِيجُنِي … وَيَرُوحُ عَازِبُ هَمِّي المَتَأوِّبُ (٧)

وَتَهُبُّ سَارِيَةُ الرِّيَاحِ مِنْ أَرْضِكُمْ … فَأرَى البِلَادِ لَهَا تُطِلُّ وَتُجْنِبُ (٨)

وَأَرَى السَّمِّيَّةَ بِاسْمِكُمْ فَيَزِيدُنِي … شَوْقًا إِلَيْكَ سَمِيُّكِ المُتَغَرِّبُ (٩)


(*) المنازل والديار ٣٩٢، خزانة الأدب ٢/ ٥٢، ٥٣، حماسة أبي تمام ٢/ ١٣٣/ أشعار الهذليين ١/ ٢٠٥/ والأغاني ٢١/ ١٠٨.
(١) في أشعار الهذليين (يا بيت دهماء).
(٢) لم يرد هذا البيت في أشعار الهذليين.
(٣) قال السكري في شرحه: "أكره أن يقول الناس في وفيك وأنت قريبة مني".
(٤) في الهذليين: (لمكلف أم هل لودك مطلب). ما عليه معول: أي ما عليه محمل ومعتمد. وللَّه درك: أي خير، أو للَّه ما تعمل.
(٥) و (٦) لم يرد البيت الخامس والسادس لا في الهذليين ولا في المنازل والديار.
(٧) ورد صدر البيت في الهذليين (تدعو الحمامة شجوها فتهيجني). وشجوها حزنها. والمنتأوب: الذي يرجع بالليل.
(٨) ورد هذا البيت في الهذليين (وتهيج. . . فأرى الجناب لها يحل ويجنب). وفي المنازل (وتهب جارية. . . لها تطل وتخصب).
(٩) هذا البيت لم يرد في الهذليين.

<<  <  ج: ص:  >  >>